الخلاصة : أن اليهود وراء كل جريمة.

تكبير الخط تصغير الخط

رغم النوايا العسلية التي يطلقها الرئيس ترامب إلا أن الحقائق تبدو مثل العسل ، لكن ليس في حلاوته بل في لزوجته ودكونة لونه ؛فهو يقول إنه سوف يقضي على الحوثيين ولكننا نراه يتأخر في ذلك تأخراً كبيراً ، إذ إنَّ رأس الحوثيين الذي تأخر اصطياده أهون بكثير مما يظهره عليه الفشل الكبير في اصطياده، ذلك الفشل الذي لا يبدو حين تصطاد القنابل والصواريخ رجالاً من كبار قادة الحوثي وزعماء الفرق المتجولة في سائر مناطق اليمن.

 صار الناس يعرفون أنَّ هذه الإطالة مصطنعة لأمور نعرف منها الآن تجريب الأسلحة الجديدة في مناطق حربية ؛وتجريب الأسلحة في أماكن مناسبة للتجريب أمر مهم للصانعين الذين يريدون أن يعرفوا النتائج العملية لمصنوعاتهم ، ومهمة للجيوش لتتعرف على أمور مهمة لهم كالزنة المناسبة لهذه الأسلحة ،ومهم للدولة كي تتعرف على المكان الذي يُفترض أن يُستخدم فيه هذا السلاح.

 وليست أهمية التجارب مما أُثبته أنا ، فهي معروفة منذ القدم ، والولايات المتحدة منذ زمن بعيد وهي تعمل في تجريب أسلحتها لاسيما فيما يسمونه بالشرق الأوسط ، فمثلاً في حرب الخليج الثانية جربت الولايات المتحده كثيراً من أسلحتها إذ إنها استخدمت أكثر بكثير من الأسلحة المطلوبة لقضاء الغرض المطلوب قضاؤه ، ويقال : إنه شاركها في التجربة عدد من الدول التي تُصَنِّعُ لصالح أمريكا ، كاليابان التي جربت كاميرات وأجهزة إضاءه ليلية ، وأجهزة لإصابة الأهداف ، وقالوا إنَّ تلك الأجهزة كان استخدامها لأول مرة. فأمريكا تعمل الشيء نفسه مع الحوثيين الذين في أمنياتنا أن لم يكن لهم هداية أن يُهلكم الله على أيدي هؤلاء ؛إلا أن الوصول إلى ذلك لن يكون حتى تستنفد الولايات المتحدة تجاربها ؛ هذه التجارب التي نرى أنها تُعطِي الحوثيَ أكثر بكثير من قدراته ، إذ نراه يقصف فلسطين من مكانه في اليمن ، وهذا لا نستطيع أن نصدقه خاصة مع وجود إحدى الجزر التي تعود حيازتها إلى أريتيريا وفيها قاعدة كما تسمى إسرائيلية ، فالقصف الحوثي على اليهود أمر يكذبه واقع الحوثيين وخاصة مع انصراف الإيرانيين عن دعمهم ؛ وإن كانت إيران تدعمهم ، فهو مصداق للنظرية القائلة بالصداقة الفعلية بين أمريكا وإيران وأن الحرب بينهما أو الهجوم الأمريكي على إيران مستحيل ، يؤيد ذلك المفاوضات الأمريكية الإيرانية القائمة ، مع أن فكرة المفاوضات لم تكن متوقعة أو لم تكن في الحسبان حتى أُعلن عنها، والذي يظهر لي أن ترامب كان ضد إيران على عكس سلفه ، وكان يروم القضاء عليها وعلى أذرعتها بشكل سريع ولكن عندما تولى عرف مالم يكن يعرفه فتريث ، وجاء ما نراه من وجودٍ لحزب الله والحوثي ، وكل ذلك يبدو لأغراض قبيحة يكفي عن الحديث عنها معرفة الكثيرين بها.

 وقد كانت تعمل هي وإيران في خطين متعاكسين يظهر للرائين تناقضهما ، وحقيقتُهُما متخادمان ، فاليهود يريدون إفساد ماحولهم بيد غيرهم ويظهرون للعالم المظلومية من الشرق كله ، والإيرانيون يريدون ضم الدول المجاورة وتشييع أهلها ، فالتقت الإرادتان على الإفساد وإظهار البلدين العداوة لبعضهما في برنامج لا أحسب إلا أنه مُعَدٌ سلفاً ؛ لكن العداوة اليهودية لإيران تبدو الآن حقيقية وذلك بغزو الطائرات اليهودية إيران وقصفها أماكن مهمة علمياً ؛ واتهامُ إيران على لسان النائب عن طهران الكيانَ الصهيوني بالحريق الذي شَبَّ في ميناء بندر عباس وبسفينة تحمل مواد كيميائية معدة للصواريخ يعني عدم امتثال إيران لتكون دولة مسالمة ؛فهنا قد بدا ظهور العداوة لكن لماذا ؟

الجواب : أن اليهود وجدوا قوة إيران زادت عن الحد الذي يريدونه ولا بد من إعادتها لما ربما يصفه الصهاينة بالصواب ؛ ولا أزال أتصور أن هذا ما سيحدث فسوف تتراجع إيران لما كانت عليه قبل عشرين عاماً ، وتبقى ذيولها كما كانوا قبل عشرين عاماً أيضا ، أما أن يُمحوا تماماً فهذا بعيد جداً عن مخيلتي ؛ لأن محوهم ليس من صالح الصهاينة وبالتالي ليس من مصلحة الولايات المتحدة التي قرنت مصلحتها بمصلحتهم ؛ وقد كان ترامب قديما يرى إيران وأذنابها بمنظار واحد ؛وبعد ولايته الثانية ، زادت مناظير الرؤية لديه. 

والحرب الأهلية في السودان ، هل هي حرب أهلية فعلاً أم حرب دولية ؟ هذا مالم يتضح رسمياً بعد ولكنه واضح واقعياً ؛ فالصهاينة كانوا واقفين خلف ثورة جنوب السودان وانظر كتاب علاقة الموساد بجنوب السودان والذي صدر بموافقة الرقابة العسكرية في تل أبيب والذي أرخ للعلاقة منذ الستينات الميلادية ، وأظنها أبعد من ذلك ، لكن النتيجة هي الاعتراف السريع لدولتهم بجنوب السودان وتبادل السفراء ، وذلك سعيا لاقترابها من منابع النيل كما يزعمون ، وهي ولا أشك في ذلك تعمل لكي يكون شمال السودان مثلَ جنوبه ، واستطاعت إيجاد علاقة تطبيع بينها وبين السودان إلا أن قيام الحرب الأهلية لم يأذن بممارسة هذا التطبيع بشكل جيد ؛ والسؤال الذي يُطرح كيف يعمل الصهاينة مع المتمردين ضد حكومة طَبَّعَت معهم ، والجواب الذي أجد : أنه يكفي أن يدعم المتمردين أحدُ من تم التبطيع معهم عن طريق الصهاينة وبذلك يخرجون من المسؤلية أمام الرأي العام العالمي ، لأنهم جنس لا أَيْمَان لهم ولا عهود ، ووجودُ نزاع في بلد كالسودان مكسب كبير لهم ، ولا تسأل كيف يكون مكسباً فدولة كدولة الصهاينة تخطط لواقع بعيد عن الإدراك وتنظر إلى مكاسبها على حسب ذلك الواقع غير المنظور . 

حتى إنَّ أولي الفهم يجعلون ما يحصل في أثيوبيا من مسألة سد النهضة الكبير جداً والذي سوف يستغرق كَمَاً هائلاً من مياه النيل ، أقول يجعلون وراءه الصهاينة ولهم في ذلك أدلة عديدة ليس هنا موضعها ؛ بل إن ما نشأ من استعدادات كبيرة للحرب بين باكستان والهند من ضمن من يقفون وراءه الصهاينة. 

ونقترب بعد أن ابتعدنا ؛ فسوريا وما يحدث فيها الآن من مشاكل الدروز في السويداء والعلويين في الساحل ، فاليهود الصهاينة هناك ظاهرون علناً وليس بالإنابة ، ومعهم إيران حيث تجند الحشد وغيره للدخول إلى سوريا ،فتلتقي الإرادتان الصهيونية والإيرانية على تشتيت سوريا . 

إذاً فالصهاينة المعروفون بدولة إسرائيل جلي الله نبي الله إسرائيل عنهم مازالت تتوافق رغباتها حتى اليوم مع إيران ، وسوف تتوافق مستقبلاً ولهذا فالإبقاء على إيران المعممة مطلب يهودي بشرط أن تفضي العمامة إلى تفوق إيران حقاً.

وحقيقة الأمر أن اليهود وراء كي جريمة 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.