تغريدات تحكي مشهداً من زمن الحروب الصليبية

تكبير الخط تصغير الخط

١-فيما يلي تغريدات تحكي مشهداً من زمن الحروب الصليبية التي بدأت في عام ٤٩١ للهجرة واستمرت مئتي عام

٢- فترة الحروب الصليبية جزء هام من تاريخ أمتنا يحسن بنا قراءته والإفادة منه فقد أمرنا الله تعالى بالاعتبار وفي ذلك التاريخ محل جدير بالاعتبار

٣- المشهد الذي اخترته من هذا العصر عن أحد زعماء المسلمين المغمورين والذين لا يكاد يعرفهم إلا القليلون إنه مودود بن التونتكين رحمه الله

٤ هذا الرجل هو الأمير الأول الذي أوقد حملة الجهاد ضد الصليبيين بعد استقرارهم في الرها والشام واحتلالهم بيت المقدس وسار من بعده على خطاه

٥لن تجد في سيرته رحمه الله تكفيراً للمسلمين ولا تخويناً للمجاهدين بل عملاً على إحياء الخير ورأب الصدع وتغاض عن المسيئ وقيام بالعدل وترتيب الأوليات

٦لن تجد في سيرته رحمه الله استعجالاً للنجاح ولا مجازفة بالأمة ولا انتقاما من مخالف ولا احتكاراً للجهاد ولا سعياً لحظ النفس إو تغريراً بالشباب

٧كان مودود أميراً للموصل من قِبل السلاجقة في وقت سيطر الصليبيون فيه على سواحل الشام والقدس والرها وأخذوا الجزية على معظم مدن وسط الشام

 

٨بدأ مودود مشروعه بتربية رعيته على أخلاق الجهاد ومعانيه ومطالبه وعاملهم بالعدل والود والرفق والفكر الجماعي حيث يحمل المجموع مسؤلية الخطأ

 

٩بدأ مودود مشروعه الجهادي بإحسان الظن بأمراء المسلمين وحاول جمع كلمتهم وبالفعل استجاب له بعضهم وكونوا حلفاً يقف هو على رأسه

 

١٠بعد اكتمال الاستعدادات تحركت الجيوش الإسلامية ( شوال٥٠٣)من الموصل لحصار الرُها وهي من أوائل المدن التي احتلها الصليبون وأقاموا فيها إمارة مستقلة

 

١١استنجد أمير الرها بملك بيت المقدس الصليبي فجر جيوشه لكن مودود آثر الانسحاب حتى لا يقع بين حامية الرها والجيوش القادمة من القدس

١٢طال المكث بالصليبيين وهم في انتظار قدوم المسلمين فقرروا أخيراً العودة ففاجأ مؤحرتَهم جيش الأمير مودود وهزمها وغنم كل ما معها

١٣حقاً لم تكن هذه المعركة فاصلة لكنها كانت بداية نهضة المسلمين واستعادتهم الثقة بأنفسهم كما تحقق جراءها عدد من النتائج الاقتصادية

١٤من مظاهر اليقظة التي حصلت بعد ذلك النصر خروج عدد من أبناء حلب إلى بغداد ودعوة الخليفة ووجهاء الناس وعامتهم لنصرة مودود والوقوف معه

 

١٥ندب الخليفة والسلطان السلجوقي الأمراء لنصرة مودود فتجمعوا في محرم سنة ٥٠٥ في الموصل لحرب الصليبيين بقيادة الأمير مودود

١٦لم تكن الجيوش المجتمعة في الموصل وأمراؤها على قلب ولا ممتلئة بعقيدة الجهاد سوى مودود وجيشه ومن عداهم يغلب عليهم الارتزاق

١٧خرجت هذه الجيوش الكثيرة عدداً وعدة الضعيفة معتقداً وحمية لحصار إمارة الرها الصليبية لكن حصونها كانت منيعة

١٨رأى مودود تململ الجيوش والأمراء وخشي أنفراطهم لو طال حصار الرها فانتقل لحصار تل باشر القريبة لكنها كانت شديدة التحصين أيضاً

١٩كان مودود كمن يحمل وعاء اللبن ، إن ركض به انتثر وإن مشى به ، استوجب مداراته ، وهكذا من يجر جيشا لا يوقر قيادته ولا يحمل مبادئها

٢٠وقع مودود في حصاره لتل باشر بين أن تتفلت جيوشه لو طال الحصار أو يخرج إليه الصليبيون من الرها فيقع في الكماشة أو يأتي جيش صليبي من القدس

٢١في هذه الأثناء تآمر أمير حلب المسلم مع الصليبيين وأرسل إلى مودود يوهمه أن الصليبيين يهددون حلب ويطلب منه أن يأتي لإنقاذها

٢٢قرر مودود أن يرفع الحصار عن تل باشر ليذهب لإنقاذ حلب فلما وصلها عرف أن أميرها كان يكذب عليه بل وأغلق أبواب حلب في وجهه

 

٢٣أصبح جيش مودود مكشوفاً فهو ممنوع من دخول حلب ، وبعيد عن الموصل ، وصار في متناول الحصون الصليبية القريبة

٢٤في هذا المأزق بدأ أمراء المسلمين بالانسحاب من جيش مودود ولم يبق معه سوى أمير دمشق ووصلت الأنباء بإقبال الصليبيين لقتالهم

٢٥علم مودود أن من معه ليسوا في وضع يمكنهم من مجابهة الصليبيين فاختار التحصن في شيزر بعد دعوة من حاكمها سلطان بن منقذ

٢٦من داخل حصن شيزر بدأ مودود يخرج مرة تلو المرة يباغت الصليبيين وأنكى فيهم كثيراً حتى قرروا إفساح الطريق له ولحاكم دمشق للعودة لبلديهما

٢٧عاد مودود إلى الموصل وطغتكين إلى دمشق بعد أن أفسح الصليبيون لهما الطريق لكن مودوداً بعد عودته قرر مهاجمة الرها وسروج مرة أخرى

٢٨لم تكن حملة مودود الأخيرة على الرها وسروج مدروسة بشكل كامل وكان هذا سبب فشلها ، وعاد بعدها للموصل واستمر في إعداد قوته لنزال الصليبيين .

 

٢٩يلاحظ أن مودوداً لم يفكر بالانتقام من أمير حلب ، لأن ذلك سيشغل المسلمين في نزاع بينهم عن مهمتهم الأولى فاحتمال خيانة خير من الانشغال بقتال المسلمين

 

٣٠في هذه الأثناء حدث موقف جهادي نبيل محفوظ لحاكم دمشق أبو منصور طغتكين والذي أثنى الذهبي على حفظه لدمشق من الصليبيين‏

٣١يتلخص الموقف في أن الصليبيين هاجموا مدينة صور على ساحل البحر فاستنجد أهلها بطغتكين فأنجدهم وهزم الصليبيين هزيمة منكرة.

٣٢ قال طغتكين لأهل صور إني أعينكم لوجه الله ومتى رأيتم العدو أرادكم فابعثوا لي آتكم ولم يأخذ منهم إتاوة ولا طمع بشبر من بلادهم

٣٣ أراد ملك المقدس عقوبة طغتكين بحصار دمشق اقتصادياً بالاعتداء على قوافلها تمهيداً لمهاجمتها فلم يجد طغتكين إلا الاستنجاد بمودود حاكم الموصل

٣٤ استجاب مودود رغم بعد المسافة وخطر اعتراض جيوش الرها الصليبية إلا أن إمارة الرها شُغلت بتأديب مواطنيها من الأرمن عن أي تحرك خارجها

٣٥ أحدث الصليبيون في إمارة الرها أعظم مذبحة ضد المسيحيين الأرمن الذين بدأوا يندمون على تعاونهم مع الصليبيين وتم كشف مراسلات لهم مع المسلمين

٣٦ أحدث انشغال الرها بالأرمن فرصة كي يتجاوز مودود الطريق بجيشه نحو دمشق بسلام وكذلك رأى دعوة أمراء المدن للمشاركة معه في هذه الحملة

٣٧ خيبة مودود في مشاركة الأمراء في الحملة الماضية لم تمنعه من دعوتهم من جديد فاستجاب له أمير ماردين وأمير جبل سنجار وكلاهما من السلاجقة

٣٨ اجتمعت جيوش المسلمين عند سلمية جنوب شرق حماة ثم واصلت السير لتلتقي بجيش دمشق في حصار طبرية التي كانت تحت قبضة الصليبيين

 

٣٩ لم ينشغل الجيش بحصار طبرية لقوة تحصينها واكتفى بالاستيلاء على ما حولها وقطع طريق الإمداد على أي جيش صليبي قادم

٤٠ تحركت الجيوش الصليبية من أنطاكية وطرابلس والرها والقدس للقاء جيش مودود الذي كمن بجيشه شمال نهر الأردن ينتظر وصول صليبيي القدس

 

٤١ في ١٣ محرم ٥٠٧ وصل الملك بلدوين بجيش المقدس إلى جسر صنبرة وهناك التقاه جيش مودود ومن معه من المسلمين فحدث أول انتصار حاسم على أقوى جيوش الصليبيين آن ذاك

 

٤٢ معركة صنبرة أول بزوغ لنجم القائد الفذ عماد الدين زنكي كما كان من نتائجها ارتفاع معنويات المسلمين في الشام وكل مكان واستنشاق رائحة النصر

 

٤٣ خشي مودود من تجمع الجيوش الصليبية فقطع عليهم الطريق وأمر الجيوش بالعودة لمدنها وعاد جيشه للموصل أما هو فرجع مع أمير دمشق

٤٤ رجع مودود إلى دمشق مع أميرها ليقضي الشتاء فيها عازمين على وضع خطة لمواجهة الصليبيين بعد الشتاء لكن المنية حالت دون الأمنية

 

٤٥ بعد صلاة آخر جمعة من ربيع الآخر عام ٥٠٧ وفيما الأمير مودود يتجول في جامع دمشق قفز له رجل من الشيعة الباطنية وطعنه في صدره

٤٦ وباستشهاد هذا القائد لم تنته قصة جهاد الصليبيين في الشام بل استمرت حتى خرج آخر صليبي وسوف تستمر حتى يخرج آخر يهودي وباطني

تمت

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.