د.السعيدي: لم أقل إن الأخذ بعمل أهل المدينة بدعة

تكبير الخط تصغير الخط

لم أقل إن الأخذ بعمل أهل المدينة بدعة حاشا لله بل قلت البدعة هي الأخذ بعمل أهل قرطبة كما نقله بعض الشراح عنهم

إلى أخي أبي حسين وفقه الله تعالى :

عمل أهل المدينة ليس أصلا معتبرا في مذهب مالك وحده , بل هو أصل مجمع عليه عند
الأئمة الأربعة , هذا هو التحقيق في هذا الأصل , وقد أفرد لذلك شيخ الإسلام
أحمد بن تيمية مؤلفا اسمه عمل أهل المدينة , أثبت فيه ما ذكرته من كون جميع
الأئمة يرون الأخذ بعمل أهل المدينة , وقد كتبت عن هذا في رسالتي للماجستير
وعنوانها حكم العمل بالحديث الضعيف وأثره في الأحكام , وما وقع في كتب أصول
الفقه من تخصيص الإمام مالك بالعمل بهذا المصدر خطأ شائع مرجعه إلى قرائة مذهب
مالك من غير مضانه الصحيحة .

ولهذا السبب لم أقل في محاورتي لفضيلة الشيخ عبداللطيف إن عمل أهل المدينة قد
نازع فيه العلماء , بل قلت شنع فيه الإمام الليث على الإمام مالك , ولو كنت
أريد التعريض بمذهب مالك في هذا الأمر لجريت على هذا الخطأ الشائع وقلت خالف
الأئمة الثلاثة مالكا في هذه القضية , لكنني تعمدت أن أخص الليث بن سعد رحمه
الله بالذكر دون غيره .

كما أنني والحمد لله تعالى لم أقل إن الأخذ بعمل أهل المدينة بدعة حاشا لله بل
قلت البدعة هي الأخذ بعمل أهل قرطبة كما نقله بعض الشراح عنهم .

وما ذكره من تأويل للقول بعمل أهل قرطبة وأهل فاس أمر أفرح به وهو من اعتذار
العلماء لبعضهم لكنه لا ينفي أن عرف أهل زمان ليس حجة على أهل الزمان الآخر ,
وكذلك عرف أهل الرياض في زمن ليس حجة على زماننا هذا فالأسواق آنذاك غير
الأسواق والنفوس غير النفوس , فبيع النساء في الأسواق اليوم لا يحتج عليه
ببيعهن قبل التسعينات .

لكن عبارة الشيخ عبداللطيف مقبولة لو وضعها في غير سياقها الذي وضعها فيه , أي
لو استدل بها على أن العلماءالكبار لا يرون تحريم الاختلاط مطلقا .

وأما قوله إن فضيلة الشيخ عبداللطيف لم يقصد الاستدلال بعمل أهل الرياض , فأنا
معه أنه لم يرد اتخاذه دليلا ومصدرا للتشريع لكنه استدل بعرف أهل ذلك الزمان
وعدم إنكار العلماء عليهم .

وكلمة شنع التي استبشعها أخي الكريم أعتذر منها مع أنني حين ذكرتها لم أرد بها
النيل من أدب الخلاف عند الأئمة بل كنت أقرأ في كلام المتقدمين كلمة شنع وهم
يريدون إظهار المخالفة ولا يريدون بها إساءة الأدب , ولا بأس من الاعتذار عنها
إذا فهم منها إساءتي للإمام الليث .

أخيرا : ما دعاني إليه فضيلة الشيخ أبو حسين من التريث فضيلة أسأل الله أن
يعيننا عليها ويجازيه على نصيحته خير الجزاء .

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.