أزمتهم مع التاريخ

تكبير الخط تصغير الخط

مشاركة الدكتور محمد السعيدي في رده على المالكي على قناة المستقلة .
 من خصائص العقيدة الإسلامية أن مصدرها قطعي الثبوت بمعنى أنه لا شك في نسبته لله سبحانه وتعالى كما أنه قطعي الدلالة بمعنى أن أصول العقيدة لا تثبت بالمتشابه من نصوص القرآن الكريم , وبهذا نعلم أن التاريخ ليس مصدرا من مصادر العقيدة بل هو طريق من طرق الاعتبار والتفكر لا غير , يقول تعالى بعدما حكى قصة قوم غدروا بالنبي صلى الله عليه وسلم مبينا عاقبة الغدر (فَاعْتَبِرُوا يَا أولِي الْأَبْصَارِ)وقال سبحانه ( فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) وهذا خلاف ما نجده عند بعض الكتاب في زماننا حيث يعمدون إلى إظهار مسأوئ التاريخ الإسلامي الأول على أنها هي كل التاريخ بل وأكثر من ذلك حيث يشوهون كل معلم حسن من معالمه , وهذا سوف يؤدي يقينا بمن ليس لديه بصر بالتاريخ إلى أن تنطبع لديه صورة سوداء عن تاريخ نشأة أمته تنسحب على ثقته بأصول التلقي لهذه الشريعة .
وهذا الأمر جد خطير كما أنه جد بعيد عن الموضوعية والرصد الحقيقي , وأنا هنا أحب أن أوجه حديثي إلى الإخوة المشاهدين الذي استمعوا عبر الحلقات الماضية إلى أسماء معارك متوالية الجمل صفين النهروان كربلاء الحرة مكة فربما انطبع عند البعض أن هذا هو التاريخ لا غير , أضافة إلى ما سمعته من بعض المتحأورين من وصف بعض الفتوحات بالاستعمار لا لشئ إلا لأنها جاءت في عهد بني أمية .
أقول للإخوة المشاهدين لا عليكم فتاريخ الصدر الأول بالرغم مما شجر فيه بين الصحابة ومن بعدهم هو أعظم التواريخ الإنسانية على الإطلاق .
فإن الناس نعموا بست وعشرين سنة من الخير والرفاه ونشر الإسلام وعز دولته في عهد الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان , أعقبتها فترة نزاع في نقاط محددة وصغيرة جدا من العالم الإسلامي الكبير في ذلك الوقت والذي كان ممتدا من شرق إيران الحالية حتى أواسط المغرب العربي حاليا , ففي فترة على ومعأوية كانت كل تلك المناطق تنعم بالأمن والعدل والرفاه , وكان الصراع يدور في أجزاء يسيرة من الأرض وبين أناس لا يمثلون إلا العدد اليسير من المسلمين , وإن كانوا من خيار المسلمين .,بل إن الصحابة رضي الله عنهم لم يشارك الجم الغفير منهم في هذه الملاحم ويقدر عدد من شاركوا بثلاثين رجلا من مجموع من عاصرها من الصحابة .
أعقبت هذه الأربع سنوات عشرون سنة من سنوات البر والعدل والخير والسيادة لدولة الإسلام على العالم القديم وهي كامل فترة حكم معأوية رضي الله عنه , وجاء في عهد يزيد القصير شئ من التوتر في الكوفة والمدينة ومكة والكثير من الاستقرار في جميع أنحاء العالم الإسلامي يسود فيها النظام والعدل والشريعة , وبعد وفاة يزيد حدث فراغ سياسي ملأه ابن الزبير رضي الله عنه فترة من الزمن ونازعه مروان بن الحكم وجرت وقائع في عهد مروان وفي عهد ابنه عب الملك انتهت بمقتل ابن ابن الزبير في حصار الحجاج مكة وكان ذلك سنة 73 عادت الدولة الإسلامية بعدها إلى سنوات من القوة والعز والفتح دامت بقية خلافة عبد الملك وبعده الوليد بن عبد الملك وسليمان وعمر ابن عبد العزيز ويزيد بن عبدالملك وهشام بن عبد الملك الذي توفي سنة 125أي أن دولة الإسلام عاشت فترة خير وبر وفتح بعد تسع سنوات من الفتن أكثر من أربعين سنة لم يكدرها إلا بعض الفتن والثورات التي لا تخلوا منها دولة في التاريخ .
وبعد وفاة هشام رحمه الله استمرت الدولة قائمة بكل مقومات الخير غير أنها كانت سنوات انحدار حتى قامت الدولة العباسية وأخذت مكانها سنة 132 ومن تلك السنة والدولة العباسية دولة عز وقوة واستقرار في عهد المنصور والمهدي والهادي والرشيد والمأمون والأمين والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل لا يشوب تلك الفترة إلا ما يشوب الدول في العادة من ثورات ومحاولات انفصال ومشكلات اقتصادية .
والسؤال لماذا يراد لسنوات الفتن القلائل أن تكون هي طابع التاريخ الإسلامي ويتجأهل الكثير كل خير وبر حصل في معظم الفترات هذا مالا أجد له جوابا إلا أن البعض له رغبة في تزهيدنا بجذور أمتنا , ولا مجال عندي للحديث عن النيات لكن ما يؤول إليه مثل هذا المنهج هو أن ينتهي الشباب المسلم إلى الشعور بالطفيلية على هذا العالم لا في صناعاته وميكنته وحسب بل حتى في تاريخه الأخلاقي والسياسي والاجتماعي .
فعلى الشاب المسلم أن يدرك أن العبث بالتاريخ أمر مقصود منذ بدأت كتابة التاريخ التي أهملها للأسف ثقات الأمة منشغلين بتحصيل الحديث والتفسير وانشغل بها من ليس لهم عناية لا بالحديث ولا بالتفسير فأدخلوا الأهواء والشائعات في التاريخ ليجعل منه البعض مصدرا من مصادر العقيدة وأصول الدين منصرفين عن المصدر الأصلي وهو القرآن الكريم .
وقد وصل الأمر بالبعض على أن يجعل التاريخ مقدما على القطعي من نصوص كتاب الله تعالى
ومن هؤلاء كل من ينتقص من الصحابة ويشكك في عدالتهم وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم , ولما تليت في البرنامج الآيات التي تدل على عدالة الصحابة رضي الله عنهم غمز البعض في دلالتها بأن هناك تخصيص وتقييد , وهنا سوف أعيد استعراض هذه الآيات واقفا عند دلالتها وهل يمكن أن يدخلها التخصيص والتقييد ؟
{وَالسَّابِقُونَ الأولُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالآنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الآنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة100
ولا شك عند أحد من علماء السير أن أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص هم من السابقين الأولين , وقد أخبر الله عنه بأنه رضي عنهم والله إذا رضي لا يسخط , كما أخبر عنهم سبحانه أنهم رضوا عن الله تعالى , كما أخبر سبحانه بأنه قد أعد لهم الجنات ووعدهم بالخلود فيها , فكل من يقول بغير ذلك من لعن هؤلاء الأئمة العظام إنما هو مكذب لله عز وجل . وهذا الرضى من الله ليس خاصا بالسابقين الأولين بل يخل فيه بالنص الذين اتبعوهم بإحسان , ولا شك عندنا أن كل من صحب هؤلاء السابقين هو ممن اتبعوهم بإحسان .
والسؤال هنا أين المخصص والمقيد
يعلم كل من له إلمام بأصول الفقه أن عام الكتاب ومطلقه لا يخصصه ولا يقيه إلا الكتاب أو السنة الصحيحة , ولا يخصص أبدا بوقائع تاريخية , فأين من الكتاب والسنة ما يخصص ذلك أو يقيده , فإذا لم يأت التخصيص من الكتاب والسنة فيبقى تعديل الله تعالى على حاله عاما في جميع صحابة رسول الله تعالى .
وقال تعالى : {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً }الفتح18
فقد أثبت سبحانه الرضى عن أصحاب بيعة الرضوان ومنهم من ذكرنا سابقا فأين المخصص والمقيد من الكتاب والسنة الذي يستثني بعض الأشخاص أو الأزمان ؟
قد يقول قائل إن الرضى محدد بظرف وهو حين البيعة , وهذا قول لا تصدقه اللغة لكننا نتنزل معه ونقول فأين تذهبون بالآيات الأخر غير المقيدة بظرف كالآيات السابقة وكقوله تعالى {جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الآنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ }البينة8
الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأموالهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ {20} يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ{21}التوبة لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأموالهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأولَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{88} أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الآنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{89}التوبة وقوله تعالى في هذه الأية والذين آمنوا معه , عام لأن الأسماء الموصولة من ألفاظ العموم عند علماء الأصول فأين المخصص من الكتاب أو السنة .
قد يقول قائل إن الآيات التي تتحدث عن المنافقين مخصصة لهذا العموم
والجواب من ثلاثة أوجه
الأول أن الله تعالى اختص سبحانة بمعرفة المنافقين حين قال : {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أهل الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إلى عَذَابٍ عَظِيمٍ } التوبة101
فإذا كان سبحانه قد اختص بعلمهم فلا يحق لأحد دعوى معرفتهم بل إن من ادعى معرفة أحد منهم غير منصوص عليه فهو مفتر على الله تعالى .
الوجه الثاني : أن الله تعالى بين بعض صفاتهم للرسول صلى الله عليه وسلم وهذه الصفات لا تنطبق على الصحابة المعروفين بالروأية عنه صلى الله عليه وسلم وأهل البلاء في الإسلام ومن هذه الصفات
أنهم قعدوا عن الخروج في جيش العسرة واعتذروا من غير ضعف ولا عجز عن الخروج وكل من نعرف أسماءهم من الصحابة رضي الله عنهم لا تنطبق عليهم هذه الصفات .
الوجه الثالث : أنهم لم يكونوا كثيرين في المجتمع المسلم ولا مؤثرين فيه بدلالة خير كعب بن مالك الذي نص فيه على أن القاعدين كلهم من كان منهم على عذر وضعف أو من قعد دون عذر وضعف بضعة وثمانون رجلا وليس منهم ممن نعرف أسماءهم بالروأية أحد ولله الحمد والمنة .
وقد يقال إن من الصحابة من عملوا أعمالا سيئة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يمكن أن يدخلوا ف مسمى الصحبة , فالجواب أن الله تعالى قال : {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة102
وقوله سبحانه عسى كما يقول المفسرون إنما هي للتحقيق وليس للتقليل , وهذا هو المتضح من التعبير القرآني أن الله تعالى إذا قال عسى فمعناها التحقيق ولله الحمد كما في قوله سبحانه {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً }النساء84 وكما في قوله سبحانه {فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أو أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ }المائدة52
أما قوله تعلى {لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالآنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }التوبة117 فهو من أقوى النصوص صراحة في توبة الله تعالى ورضاه على جميع المهاجرين والآنصار ولا مخصص له في الكتاب أو السنة فلزم على كل مسلم المصير إليه
ويصنف البعض الصحابة من حيث العدالة إلى من أسلم قبل الفتح ومن أسلم بعد الفتح وهذا التصنيف لا يصدقه الكتاب العظيم حيث يقول تعالى : {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأموالهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأموالهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً }النساء95
فهذه الأية سمت من أكرمه الله تعالى بالجهاد مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومن لم يكرمه الله تعالى بذلك مؤمنا , كما أنهم جميعا قد حضوا بوعد من الله بالحسنى وهي الجنة ولن يخلف الله وعده ومن تجرأ على ذم من وعده الله تعالى بالحسنى فقد اجترح إثما عظيما .
وفي أية أخرى يقول تعالى : {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَأواتِ وَالأرض لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }الحديد10
والمعروف عند علماء الأصول أن كل وجميع من ألفاظ العموم أي أن الوعد من الله تعالى بالحسنى يدخل فيه كل الصحابة سواء منهم من أسلم قبل الفتح أم من أسلم بعده .
وأيضاً من عموم الاسم الموصول قوله تعالى {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَأهم رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَأهم فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الآنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الفتح29
ومما ينبغي التنويه إليه ما رواه عبد الله بن الإمام أحمد : ” حدثنا أبي ، حدثنا إسماعيل بن علية ،حدثنا أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، قال:” هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف ، فما حضرها منهم مائة ، بل لم يبلغوا ثلاثين ” .
وأختم بما قاله ابن القيم في نونيته
دع ما جرى بين الصحابة في الوغى بسيوفهم يوم التقى الجمعــان
فقتيلهم وقاتلهم لهـــــــــم وكلأهما في الحشر مرحومـان
والله يوم الحشر ينـزع كلمــــا تحوي صدورهم من الأضـغان من فضائل معاوية أخرج البخاري في صحيحه :” أم حرام أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا قالت أم حرام قلت يا رسول الله أنا فيهم قال أنت فيهم ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم فقلت أنا فيهم يا رسول الله قال لا ” .
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بعد رجوعه من صفين: ( لا تَكرهوا إمارة معاوية، والله لئن فقدتموه لكأني أنظرُ إلى الرؤوس تندرُ عن كوأهلها ).
ومن فضائله : ما قاله الخلال : أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال : قلت لأحمد بن حنبل : أليس قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كل صهر ونسب ينقطع إلا صهري ونسبي ) ؟ قال : بلى ، قلت : وهذه لمعاوية ؟ قال : نعم ، له صهر ونسب ، قال : وسمعت ابن حنبل يقول : مالهم ولمعاوية ، نسأل الله العافية . السنة للخلال برقم ( 654 ) وإسناد الحديث حسن .
ملفات مرفقة
http://208.43.93.63/index.cfm?do=cms.con&contentid=33016

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.