مولد المسيح

تكبير الخط تصغير الخط
المجيب د. محمد بن إبراهيم السعيدي
السؤال

أريد أن أسأل عن مكان وزمان مولد المسيح عليه السلام، هل هو رأس السنة الميلادية كما يزعمون، وهو فصل شتاء؟ وقد ورد في القرآن أن مريم عندما جاءها المخاض اتجهت إلى جذع النخلة، وهنا أقصد المكان، فالبيئة صحراوية، والزمان في أكلها الرطب أي التمر، فهل التمر ينضج في فصل الشتاء؟!

الجواب

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. فإن الذي يرجحه علماء التاريخ من النصارى أن عيسى ابن مريم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام لم يولد في السنة الأولى حسب التقويم الذي نعرفه اليوم، وإنما هذا التقويم قد جرى عليه الناس اتباعاً لأول من دعا إلى تأريخ مولد المسيح، وهو الراهب دينوسيس الصغير، وكان من كبار علماء النصارى أن عمره في السنة الأولى حسب التقويم المعتمد كان سبع سنين.
والجدير بالذكر أن النصارى الأوائل كانوا يحرمون الاحتفال بمولد المسيح، وكان من أبرز فقهائهم المحرمين لهذه البدعة الفقيه النصراني الكبير أوريجين، ولم يحتفل بمولد المسيح إلا بعد ثلاثة قرون من رفعه عليه السلام.
لهذا كثر الخلاف في سنة مولده، والشهر الذي ولد فيه، وهذا الخلاف قائم حتى اليوم، فالكنيسة الشرقية تحتفل به في السادس من يناير، والكنيسة الغربية تحتفل به في الخامس والعشرين من ديسمبر. 

وقد أشكل على السائل كون مولده عليه السلام حسب التقويم الحالي في الشتاء، وفي القرآن الكريم أن مريم عليها السلام كانت تأكل مما تساقط عليها من النخلة رطبا جنيا، ومعلوم أن الرطب لا يكون إلا في القيظ. 
ولا إشكال في ذلك إن شاء الله، فعلى فرض صحة كونه صلى الله عليه وسلم ولد في الشتاء فإن قصة مولده كلها كانت من خوارق العادات، ولا مانع شرعا أو عقلا أن يكون الله تعالى قد عجل في نضج ثمار تلك النخلة التي قعدت إليها مريم عليها السلام، هذا على فرض صحة ولادته في الشتاء، مع أن تاريخ مولده -كما تقدم- لم يثبت، بل الذي عليه كبار المؤرخين أنه لم يولد في السنة الأولى حسب التقويم الحالي، ويراجع لتفصيل أكثر كتاب عبقرية المسيح للأستاذ عباس العقاد رحمه الله. هذا والحمد لله رب العالمين.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.