آخر الأخبار
الطعن في مرويات أبي هريرة
بعض الناس لا يؤمنون بأن أبا هريرة -رضي الله عنه- روى أكثر من خمسة آلاف حديث. يقولون إنه أسلم سنة سبع للهجرة، والنبي توفي سنة (11)، فكيف خلال تلك المدة القصيرة روى كل هذه الأحاديث؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وبعد:
فإن السؤال الذي تقدم به الابن الكريم يتضمن عدة نقاط: أولها الحديث عن أبي هريرة، وهل روى فعلا أكثر من خمسة آلاف حديث؟ وجواب ذلك: أن أبا هريرة قد اختلف المحدثون في عدد ما روى بالتحديد، لكنها على أرجح الأقوال أكثر من خمسة آلاف حديث بالمكرر، ويبقى بعد حذف المكرر خير كثير. وقولهم: لا يعقل أن يكون أسلم متأخراً وروى كثيراً، فالجواب: كما قال تعالى: “ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم” والسر في هذا الفضل لخصه أبو هريرة رضي الله عنه بقوله: إنكم تقولون: أكثر أبو هريرة –والله الموعد- وتقولون: ما للمهاجرين لا يحدثون عن رسول الله بهذه الأحاديث, وإن أصحابي من المهاجرين كانت تشغلهم أرضوهم يقومون فيها, وإني كنت امرأ مسكينا ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني، وكنت أكثر مجالسة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحضر إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا.
وقد أمن رسول الله على دعائه لنفسه بعلم لا ينسى، ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحفظ في حديث مشهور رواه البخاري. قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا تسألني من هذه الغنائم التي يسألني أصحابك”؟, قلت: أسألك أن تعلمني مما علمك الله, فنزع نمرة كانت على ظهري, فبسطها بيني وبينه, حتى كأني أنظر إلى القمل يدب عليها, فحدثني حتى استوعبت حديثه, قال: “اجمعها فصرها إليك”, فأصبحت لا أسقط حرفا مما حدثني.
وثناء الصحابة الكرام على أبي هريرة كثير جدا، والحديث في الدفاع عنه كثير جدا، ومن أبرزه كتاب الشيخ مصطفى السباعي (دفاع عن أبي هريرة)، وكتاب الدكتور محمد عجاج الخطيب (السنة قبل التدوين).
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
التعليقات