آخر الأخبار
خواطر العيد والدولة والأمة[ مجموعة تغريدات تم نشرها في عيد الفطر عام ١٤٣٨ هـ]
خواطر العيد والدولة والأمة[ مجموعة تغريدات تم نشرها في عيد الفطر عام ١٤٣٨ هـ]
١الحمد لله الذي أنعم علينا بتمام هذا الشهر الفضيل ونسأله عز وجل أن يجعلنا فيه من أصحاب الجوائز
ويعيده علينا أزمانا عديدة ونحن في خير وبر وإيمان
٢ونهنئ المسلمين قاطبة بعيدهم المبارك ونسأل الله ضارعين أن لا يأتي العيد القابل إلا وقد زاد ما أنعم علينا من خير وعز وارتفع مافي سائر المسلمين من كرب وبلاء
٣وحقيقة ما في جملة المسلمين ذل لن يرفعه الله عنها حتى تراجعوا دينهم كما أخبر بذلك رسول اللهﷺوالناس من مطلع العصر الحديث متخبطين في أسلوب المراجعة
٤ولن تثمر المراجعة قبل استكمال أمرين:الأول الاتباع لقوله تعالى﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم﴾ [آل عمران: ٣١]
٥وقوله ﴿واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون﴾ نصت على أن عدم الاتباع مجلبة العذاب؛ وهذا حال الأمة
٦الأمر الثاني الصبر﴿وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا﴾
٧فالاتباع بلا صبر يورث الفتن وانتكاس الأحوال وضياع ما بالأيدي كصنع كثير من الحركات الإسلامية التي لا تكاد تغزل حتى تنقض ما غزلت بتعجل الثمرة
٨والصبر بلا اتباع يورث البعد عن الدين واعتقاد الإرجاء وتسلط أهل الجور وشيوخ الضلالة كما حصل في كثير من عصور الإسلام
٩وأخص بالتهنئة هنا أهل المملكة العربية السعودية بما هم فيه من خير ونعمة أمن ودين وأسأله تعالى زيادتها وأعوذ به من نزعها وأسأله لإخواننا المسلمين مثلها
١٠كما أحمده عز وجل على الاستقرار السياسي الذي تجلى في البيعة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان وأسأل الله له التوفيق والرشد والسداد
١١هذه الدولة السعودية التي هي نعمة أتمها الله علينا فوحدنا بها من الخليج إلى البحر ولولاها لكنا عشرات المشيخات المتشاجرة والبوادي المتناحرة ومن لم يعرف ذلك فليقرأ التاريخ
١٢وحًَدَتنا على الشرع مكتسب ديني قامت الدولة بمقاصده ضروريها وحاجيها وتحسينيها وما فات منها فهو قليل بالنسبة لما تم والحمدلله
١٣ومن لا يرى أن هذه الدولة بما تم فيها وعلى يديها نعمة فما هو إلا جاحد ، وجاحدوا النعم يبتليهم الله بزوالها فلنحرص على محاربة الجحد وأهله في بلادنا
١٤تتعرض هذه الدولة لتشويه متعمد بغية فض عراها وإحداث الشقاق داخلها عن طريق تضخيم الأخطاء والتزهيد في الإيجابيات وإشاعة ذمها وتقليل حمدها
١٥وذِكْرُ محاسن الدولة ومآثرها وأحتسابه عند الله وسيلةً لجمع الكلمة ودرء الفتنة ورأب الصدع وإشاعة المحبة:من خير ما تكتبه الأقلام ويبذل الجهد
١٦فما دخلت الفتن من باب أوسع من بغض السلاطين فالعامة أسهل ماتصدقه ما كان ثلبا على الحكام حتى قيل في أمثال بعض الشعوب”لحم الحاكم طري”
١٧والحكام يخطئون ويقصرون ويظلمون لكن إصلاحهم لا يكون بمدحهم كذبا ولا بكتم حسناتهم تورعا ولا بإشاعة معايبهم بزعم الإنكار وإنما بالعدل في حقهم.
١٨فكما أن العدل واجب على الحاكم في رعيته هو واجب له من رعيته لعموم قوله تعالى(وإذا قلتم فاعدلوا)وظلمهم للحاكم لا يقل إفسادا عن ظلمه لهم.
١٩ولا يستطيع العدل إلا من توخى أسبابه؛فأسباب عدل الحكام صحة الديانة وصلاح البطانة وحُسن اختيار المعين وتغليب حظ الناس على حظ النفس
٢٠وأسباب عدل الناس حفظ اللسان إلا في روم إصلاح ولا إصلاح في حديث بجهل أو حديث بعلم مع نقص تبصر في العواقب أو اقتصار على السيئات دون الحسنات
٢١ومايجهل الناس من خفايا مدنهم وأحيائهم أكثر مما يعلمون، فجهلهم بخفايا الحكومات ومراماتها ومكايدها أحرى، ولذا فغالب ما يشاع ضد ما هو واقع
٢٢وقد تتبعت بعض من يكتبون المقالات اليومية في التحليل السياسي ولا تفوتهم في الأحداث شاردة ولمقالاتهم شهرة ومع ذلك لا تكاد تصح استشرافاتهم
٢٣وسبب ذلك إما انطلاقهم من انطباعاتهم المسبقة حين جمع المعطيات وبناء الرؤية،وهي انطباعات خاطئة فأي تحليل ينطلق منها سيكون بالتأكيد خاطئا
٢٤أو يكون منطلقا في تحليله من خدمة دولة أو توجه حزبي أو فكري أو يُغفل في جمعه للمعطيات وجود أسرار تأبى الدول كشفها فيتحدث وكأنه يعرف كل شئ
٢٥ولذا فاتِّباع المحللين وبال وقد كثر منهم من ينتهون إلى التشكيك ببلادنا وغمطها يمتطون التدين أو الحقوق أو نصر الأمة الإسلامية وقلَّما صدقوا
٢٦وقد رأيت مما يحول بين الكثير من طلبة العلم الشرعي والثناء على مواقف المملكة الخيرة ما يواجهون به من إرهاب فكري كوصفهم بعلماء السلاطين
٢٧أو وصفهم بالجهل بالسياسة أو القول إن الدخول فيها لا يليق بطالب العلم وينقص من قدره.
وكل ذلك لا ينبغي أن يحول دون قول الحق وقت الحاجة له
٢٨والحاجة له ماسة وقت استهداف وجود هذه الدولة عبر تشويهها أمام شعبها وأمتها ومن لا يعلم ما لضعضعتها أو زوالها من أثر على الأمة مصاب في بصيرته
٢٩هذه الدولة الطيبة التي يحاربنا العالم بأسرة من أجلها يجتمع علينا كفارهم وكثير من مسلميهم حسداً من عند أنفسهم والله واقينا شرهم بعز عزيز وذل ذليل
٣٠وقد عودنا ربنا فيها أنه ما خاصمها عدو إلا هلك من بريطانيا التي كانت توصف بالعظمى حتى القذافي وعلي صالح وما بين ذلك كثيرون
٣١اجتمع في احتفال إسقاط الدرعيةسنة١٢٣٣إبراهيم باشا ممثلاً للعثمانية ومدير شركة الهند الشرقية عن بريطانيا واضمحلت الدولتان وجدد الله الدولة السعودية
٣٢وتآمر عليها كريم قاسم وعبدالناصر والقذافي وعلي صالح واليمن الشعبية وحزب العمال الدولي وأزال الله الجميع وحفظ دولتنا بمنه وكرمه
٣٣لم يحفظها الله تعالى لمناعة في حصونها ولا لعُدة في جيشها ولا لعدد قي أهلها ولا لأمانة في حلفائها ولكن الله خذَّل عنها ومكن لها بما حفظت من توحيده وشريعته
٣٤نعم لقد كانت وستضل إن شاء الله حافظة التوحيد والشريعة ومبعث نورهما من جديد إلى العالم بأسره وأي تقصير فهو عابر وليس هو الأصل والحمد لله
٣٥أراد العثمانيون الحيلولة بين الجزيرة وبين اجتماع الكلمة كما فعلوا المرة الأولى والثانية فأرسلوا لعبدالعزيز إننا نستطيع اختراق نجد بطابورين!
٣٦فأجاب عبدالعزيز:إذاً أستعين الله وجاء الطابوران وفي الشنانة١٣٢٢فروا بتدبير من الله تاركين صناديق السلاح والذهب ليقضي الله أمرا كان مفعولا
٣٧وتآمر عليها قاسم وناصر ومن عاونهما بالمال والسلاح فابتلاهم الله بالاشتجار وسوء التدبير وأنعم الله عليها بحكمة القيادة ووحدة الأنصار
٣٨وتسلط عليها الأعداء بحرب الأفكار، الماركسية والبعثية والقومية والعلمانية وفُتِن البعض بهن وكادوا لباطلهم كيدا وكاد الله للحق كيدا فجعلهم الأخسرين والأسفلين
٣٩ووفقها الله بإدارتها وعلمائها وشعبها فتجاوزا أزمات وحروبا وخرجوا منها بحال أقوى وانسجام أكبر والتحام أشد
٤٠فكانت أزمة البريمي[١٣٧١-١٣٩٤]بين السعودية وبريطانيا وتم حلها بعد استقلال الإمارات بين الملك فيصل والشيخ زايد
٤١وأزمة العلاقات مع العراق ومصر وسوريا وثورة اليمن في الثمانينات الهجرية والعلاقات مع اليمن الجنوبي وحرب الوديعة ودعم مصر في حرب الاستنزاف
٤٢ثم حرب العاشر من رمضان وما صاحبها من وقف تصدير النفط السعودي للدول الداعمة للصهاينة ثم تبعها فاجعة قتل الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله
٤٣كل تلك الأزمات وغيرها مما لم أذكره مرت بها المملكة جسداً واحداً حكومةً وعلماء وشعباً وبنت أعظم المشاريع للأمة تنموية ودعوية وفكرية
٤٤فبنت رابطة العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية والندوة العالمية للشباب الإسلامي وما تفرع عنهن من مؤسسات كبريات من أمثال
٤٥الهيئة العالمية للإغاثة والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة والمجمع الفقهي الإسلامي ومجمع الفقه الإسلامي الدولي والجامعة الإسلامية العالمية بإسلام أباد
٤٦وأسست لنشر الدعوة الحقة الجامعة الإسلامية بالمدينة وجامعة الإمام وما انبثق عنها من معاهد عالمية في أندونيسيا وطوكيو ونواكشوط وواشنطن
٤٧وبنت المساجد والأكاديميات ودعمت المؤسسات العلمية في ألمانيا والنمسا وسويسرا والسويد وبريطانيا والأرجنتين ولوس آنجلوس
ومعظم دول آسيا وإفريقيا
٤٨ودعمت سياسيا أو ماديا كل قضايا المسلمين فلا تخفى مواقفها مع قضية فلسطين التي تكاد تكون هي الدولة الوحيدة المحافظة على التزاماتها نحوها
٤٩ومع نيجيريا في حرب بيافرا من ١٣٨٧ حتى ١٣٩٠ومع الصومال في حرب أوغادين ١٣٧٧هـ ومع باكستان في قضاياها مع الهند منذ حرب ١٣٩٢ وحتى اليوم
٥٠ووقفت مع الشعب البورمي المسلم من عام١٣٦٠حتى اليوم حيث تعتبر السعودية مقر أكبر جالية بورمية ولها امتيازات نظامية مراعاة لقضيتها
٥١ودعمت أكبر حركات التحرر ضد الاستعمار الثورة الجزائرية وكان الدعم السعودي يصل إلى الثوار الجزائريين عبر المملكة الليبية السنوسية
٥٢ودعمت الجهاد الأفغاني الذي انتهى بالنصر ثم سعت في الصلح بينهم إلا أنهم آثروا نزغ الشيطان ثم كانت إحدى ثلاث دول تعترف بحكومة طالبان
٥٣ووقفت مع طالبان لتمكينها من مقعد أفغانستان في الأمم المتحدة حتى جاءت طامة ١١/ ٩ فسلكت الأخيرة طريق البغي فكانت سبب ما يحيق اليوم بأفغانستان
٥٤ووقفت مع العراق لصد المشروع الفارسي حتى صار جيش العراق بدعمها والكويت الأول عربيا إلا أن قائد العراق صار كما قال الأول سمن كلبك يأكلك
٥٥وأنتهت على يدها الحرب الأهلية اللبنانية والتي دامت عشرين عاما حتى ظهر عملاء إيران وكعادتهم في كل مكان يفسدون الأرض بعد إصلاحها
٥٦والسرد يطول وخلاصته كانت الريادة في العمل للإسلام والمسلمين مُسَلَّمة لها لدى الجميع ويفخر بهاالمواطنيون إلا من تلوثوا بماركسية أو بعثية أو علمانية
٥٧كانت المملكة في وقفاتها مع قضايا الأمة تستخدم أسلوبا واعياً بموازين القوى بعيداً عن الاستعراض الجماهيري المبني على المصادمة غير المتكافئة
٥٨أما الاستعراض الجماهيري العنتري فكان منهجاً للأنظمة القومية التي أنتجت دمارا لأوطانها وأمتها كالنظام الناصري بمصر والبعثي في العراق وسوريا
٥٩وبعد أن لم تعد الجماهير تثق بالخطاب القومي الكاذب انتقلت آفة الخطاب التعبوي غير الواقعي إلى الحركات الإسلامية فعادعليها وعلى أمتها بالوبال
٦٠وكان منهج نصرة المسلمين عبر عمل سياسي محكم وخطاب مدرك لموازين القوى عظيم الثمرة لم يتوقف حتى حوصر دوليا بسبب حركات المزايدين على الدين
٦١فغالب التقصير في العمل الإسلامي السعودي إن وجد فلائمته على الحركات الخرقاء،أما المملكة فبرغم حصار نشاطها إلا أنها يدها لازالت هي العليا
٦٢ولأضرب مثالاً واحدا لذلك يغني عن الإطالة وهو دعم قطاع غزة فرج الله كربه الذي لا يفتأ المزايدون يحاولون غض قيمة المملكة عبر الحديث عنه
٦٣فالسعودية أكبر داعم لقطاع غزة ثم الإمارات ثم الكويت ثم قطر ولو شاءت الدولة لتحدثت بالأرقام عن ذلك لكنها لا تتجر سياسيا بالعمل الخيري
٦٤يكفيك أن تعلم أن ١٨٠ألف موظف غزِي يتلقون رواتبهم شهريا من الدعم السنوي الذي تقدمه السعودية للقضية الفلسطينية
٦٥نعم بالرغم من كل ما تم كيده للسعودية ظلت حتى اليوم هي الدولة الأكثر عملا من أجل الأمة وإن ظل صوتها في ذلك هو الأهدأ والأحكم والأرصن
٦٦وظل السعوديون أفضل الناس في الجملة تطبيقا لشرع الله في أنفسهم؛ودولتُهم أفضل بلاد الله تطبيقاً للشريعة في نظامها الإداري والقضائي
٦٧ومع ذلك ظهر من البلاد الإسلامية وافدون إلينا أو وفدت إلينا تآليفهم أو أشرطتهم يزايدون بل ويجحدون صدق انتمائنا للدين وعملنا به دولة وشعبا
٦٨كما وُجد رعاع من المواطنين الذين استهواهم تنزيل أحاديث الملاحم على الواقع أو دخلتهم مفاهيم الخوارج أوتأثروا بفكر الجماعات المصرية خاصة
٦٩فبدأ القدح في ديانة الحكام وصدق عملهم للإسلام والقدح في العلماء في عمل خبيث منظم استغل القائمون عليه الفسحة العظيمة في النظام للدعوة والدعاة
٧٠فحصلت أول حادثتين متزامنتين أثرتا في تغير الانفتاح المطلق في الأنظمة المتعلقة بالدعوة وهما حادثة احتلال الحرم وأحداث القطيف كلاهما سنة ١٤٠٠هـ
٧١أما أحداث القطيف١٤٠٠هـ فسياق مستقل في ولاء مجموعة للنظام الإيراني لم يتم التمكن من علاجها الفكري ووصل الأمر بها إلى ماهو الأن في العوامية
٧٢وساهم في تأخير الحل الجذري لمشكلهم
عقيدتهم التقية،
والإعلاميون والجهال
المصطفون معهم في معارضة الفقه السلفي
وطول نفس الدولة في مواجهة خصومها
٧٣وبعد إنهاء الطغمة العابثة بالحرم ظهر نمط جديد من الخطاب يزايد على بلادنا بنصرة الإسلام ويغري جهالنا بتصوير حكامنا صورة معادي الدين
٧٤وتكرر أيضا وصف العلماء بالجهل بالواقع وفقه المرحلة والتشكيك بكل منجزات الدولة وغمطها وكثر إشاعة الشبهات حول الدولة ومكانتها وأصول نشأتها
٧٥وأصبحت توصف السعودية بكثرة على ألسنة عدد ممن وصفوا فيما بعد بالحركيين الإسلاميين بالتبعية لأمريكا والغرب حتى في أوضح مواقفها الإسلامية
٧٦بل معظم الشبهات التي كان الماركسيون والبعثيون في الثمانينات الهجرية يطلقونهاعلى السعودية انتصب لتكرارها بعض من وصفوا حركيين إسلاميين
٧٧كانت هذه شائبة سيئة على الصحوة لازال أثرها حاضرا؛وفيما سواه فالصحوة تفاعل جميل نفع الشباب في الحرص على الدين والعلم وتجنب شِراك التغريب
٧٨كانت الصحوة منجزاً عظيماً للدولة عبر عشرات المعاهد الدينية ومدارس وحلقات حفظ القرآن لكنها كانت آمنة مطمئنة فجاء من تسور جدارها وعكر لونها
٧٩استغلال الشائبة السيئة التي أصابت الصحوة لتشويه التدين والنيل من فقه ومعتقد السلف من المكر الذي يكاد بالدولة والدعوة وهما منه إن شاء الله بمنجى
٨٠هذا الخطاب الذي تحدثتٌ عن مضمونه آنفا ظهر في العشر الأولى وأول الثانية من قرننا الهجري تعلق به جماعات من الشباب فأدى إلى مفاسد عظيمة منها:
٨١الأولى:انعزال فئة من الشباب عن العلماء الراسخين ،فهم عندهم إما علماء سلطان وإما جهال بالواقع ولذلك اتخذوا رؤوساً جهالاً فأفتوا فضلوا وأضلوا
٨٢الثانية :تهيأت قلوب عديد من الشباب لتشرب فكر التكفير؛صحيح أن التكفير كان ضعيفاً في الخطاب إذ ذاك لكنه كان يحرث القلوب كي تكون بيئة مناسبة لبذوره
٨٣الثالثة:شاع بين النخب ضعف الثقة بالدولة والشك في قراراتها وانتشرت لغة التأليب عليها وظهرت هذه الآثار الثلاثة جلية في أزمة الخليج١٤١١هـ
٨٤ففي تلك الأزمة ظهر تناقض الحركيين وضعف فهمهم للواقع الذي طالما ادعوا التفوق في فهمه على العلماء الذين تجلى بعد نظرهم ودقة تقديرهم للمواقف
٨٥في أزمة الخليج ١٤١١ظهر تناقض الحركيين وضعف فهمهم للواقع الذي طالما ادعوا التفوق فيه على العلماء وفيما يلي بيان ذلك وبرهانه
٨٦من ليست لديه قاعدة مطَّرِدة منعكسة يزن بها الأحداث فإنه يقع حتما في التناقض كأن يحكم على حادثة بالنص وعلى أخرى مشابهة بالضرورة
٨٧أو يحكم على حادثة بالمنع لسد الذرائع وفي أخرى مشابهة بالسماح لأن الأصل في الأشياء الإباحة فمن كان هذا حاله فسوف يقع في الشئ وضده لا محاله
٨٨ففي أزمة الخليج استنكر الحركيون الاستعانة بالأمريكان في رد صولة البعث مع حُكْمِهم بكفره ومقاتلتهم في أفغانستان بالتعاون مع الأمريكان
٨٩والتنظيم الدولي للإخوان كانوا يكفرون مبادئ حزب البعث الذي شردهم وبالأخص صدام قاتل بعض رموزهم في العراق وقفوا معه ضد السعودية التي آوتهم
٩٠والمريب أنهم نقموا على المملكة الاستعانة بالأمريكان ولم يقدموا بديلاً مقنعاً لردع الباغي وبدلاً من أن يطلبوا منه مغادرة الكويت اصطفوا معه
٩١وأصحاب المبادئ غير المؤصلة ما أسرع تناقضهم فالذين اعترضوا على استعانة السعودية بالأمريكان ضد صدام لم يترددوا في إقرار الاستعانة بالناتو ضد القذافي
٩٢افتوا بالاستعانة بالناتو ضد القذافي دون مجمع فقهي أو موئمر إسلامي ودون أي ضمانات يقدمها الناتو بل دخل وخرج تاركاً الليبين كسباع تتناهش
٩٣بينما كانت الاستعانة في أزمة الكويت مبنية على اجتماع علمائي وتشاور وحساب مصالح وضمانات أخذت على الأمريكان وبالقعل تم التقيد بها
٩٤ومنذ أزمة الخليج وحتى اليوم والتناقض أبرز ما يميز الحركيين لأنهم يتخذون القرار حسب تطلعاتهم السياسية ثم يبحثون له عن دليل وليس العكس
٩٥ومستنكرو استضافة السعودية لقوات أمريكا بقاعدة سلطان بكفرها لذلك؛ لا يمكن أن تجد لهم كلمة استنكار إنشاء قاعدة أمريكية خاصة في قطر
٩٦وحين استنكروا مشاركة السعودية في التحالف الدولي ضد داعش لم يستنكروا استمرار تركيا في حلف الناتو.
٩٧والقاعدة ثمرة الفكر الحركي تقاتل السعودية من أجل تحالفها مع الأمريكان ولا ترى بأساً في حلفها مع إيران مع أنها عنهدهم أكفر من أهل الكتاب
٩٨وحين تنشأ تنشأ كنيسة كبرى في قطر لا تتم الفتوى لها من البعض ويتم التغاضي عنها من البعض الآخر ويتم استنكارها بنعومة من طرف ثالث.
٩٩وحين يواجَهُون بمثل هذه التناقضات يجدون لهم أوجه للتفريق لكن الحقيقة أن الفروق التي يوجدونها غير مؤثرة في الأحكام.
١٠٠والقصد من ذكر ما سبق التمثيل لتناقضات الحركيين في الحكم على تصرفات السياسيين؛ وهذه الطريقة أثرت على كثير من الشباب وآتت ثماراً مرة
١٠١ومن المؤسف في أزمة الخليج توافق المواقف بين جميع أطياف الحركيين الأسلاميين وبين القوميين والماركسيين العرب
وقد كان مبشرا بصحة موقف الدولة
١٠٢وأثبتت أزمة الخليج أن الناس في المواقف والأزمات مع العلماء الراسخين ومع دولتهم بالرغم من الشعبية التي كانت تشهدها أشرطة الحركيين وكتاباتهم وفاكساتهم
١٠٣انتهت أزمة الخليج ونفذت القوات المشتركة ما طُلب منها وأخذت ما قرر لها وخرجت من السعودية في الوقت المتفق عليه ولم يحصل شئ مما تم الإرجاف به آنذاك
١٠٤الشيوخ الحركيون كانوا أصحاب ديانة ومحبة للإسلام وحرص على المسلمين وبيني وبين بعضهم مودة من ذلك التاريخ حتى اليوم
١٠٥وخلافي معهم إنما هو في الخطاب الدعوي والفهم السياسي ومدى موافقتهم فيهما للشرع نصا ومقصدا فضلاً عن مخالفتهم في توجههم لفهم الواقع واستشراف المستقبل
١٠٦بعض مواطن النقص التي كانوا يلفتون إليها كانت صحيحة لكنها لم تكن تستوجب ما كانوا يحدثونه من الهياج ومن التشكيك في الدولة ومقاصدها
١٠٧أما غالب مطالبهم فكانوا قيها كما قال ستيفان لاكرو”مقاتلون بلاقضية” فقد كانت الدولة توفر كل ما يتمناه الداعية المسلم ومع ذلك لم تكن عمرية
١٠٨المحاضرات متاحة دون استئذان والعمل الدعوي على أشده في الداخل والخارج وجمع التبرعات في المساجد والأسواق وعمل الجمعيات الخيرية على أشده
١٠٩والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعليم الدبني حتى الإعلام السعودي من حيث الالتزام الديني كان فيه الكثير من الإيجابيات التي افتقدناها اليوم
١١٠فلم يكن الخطاب الحركي إلا خطاب تضخيم نقاط القصور وتشكيك في مواطن الكمال وتعبئة وتجييش للشباب منذر بخطر كبير على الدعوة ومستقبلها
١١١لم يكن هذا الخطاب داعياً إلى العنف بل وجدت تصريحات من بعض رموزه تدين العنف لكنه في النهاية إدى إلى ملء القلوب بالحقد وتهيئتها لقبول خطابه
١١٢فجاءت إحدى أوائل أحداث التفجير ١٤١٥في الرياض مما يشير إلى تطور في أثر هذا الخطاب الأمر الذي دعى السلطات للتعامل مع رموزه بحسم
١١٣وبدأت منذ ذلك الوقت تتوالى الأنظمة المقننة للدعوة والأنظمة المقننة للتبرعات من حيث الجمع والتوزيع فلم تعد الدولة للأسف تتعامل بحسن ظن
١١٤وأنا أعزو كل تشديد في الأنظمة على الدعوة والعمل الخيري إلى أسباب عدة مما يهمنا هنا : الاستغلال السيئ من قبل الحركيين لسماحة الأنظمة آنذاك
١١٥وبدأ الفكر المشكك في الدولة والناقم على كل ما فيها والنافي لكل خير بعيداً عن العدل معها ينتشر أيضا تارة باسم الدين وتارة باسم الحقوق
١١٦وتضخم هنالك فكر التكفير؛ حتى وصل الأمر إلى أحداث الحادي عشر من سبتنمر وسأتحدث في تغريدات لاحقة عن مدى السلبية في التعامل معها وآثارها فإلى ذلك الوقت إن شاء الله.
د.محمد بن إبراهيم السعيدي
جزاك الله خيرا من شيخ لافض فوك سددك الله للحق
أحسن الله إليكم