مقال للأستاذ خالد الغليقة

سلاح حزب الشيطان (المسمى حزب الله) كأنك يابو زيد ما غزيت

تكبير الخط تصغير الخط

سلاح حزب الله:
“كأنك يا ابو زيد ما غزيت”!

ما كنت أظن أنْ سيأتي يومٌ استشهد فيه بشعر نزار قباني، بل ولا للحظة؛ لما عرف عن شعره من الابتذال والإسفاف والسخافة، خاصة ما يخصّ المرأة. لكن السياسة الحالية لبعض وزراء العرب، وخاصة أحد وزراء دول الطوق، كما سماها جمال عبدالناصر، كانت من أسباب الاستشهاد بشعره، فبدلًا من ان يخفف الوزير الزائر للبنان من الخطاب والحراك الثوري لدى بقايا الثوار الذي جلبوا على أهل غزة واهل لبنان الدمار والخراب والتشريد والتجويع، إذا به يصعّد لهجته في خطابه لمواجهة أخطر آلة عدوانية ضد شعب لبنان؛ فحلّ المنطق الثوري مكان منطق الدولة المسؤول، والذي يفترض فيه النظر إلى المفاسد والمصائب والدمار والخراب، بخلاف منطق الثورة الذي غالبًا لا يلقي بالًا لهذه المعاني، ولا يهتم لها، ولا يرى أبعد من أرنبة أنفه.
وهذا ما حصل على إثره في غزة ولبنان. يقول نزار قباني:
“إذا خسرنا الحرب، لا غرابة!
لأننا ندخلها بكل ما يملكه الشرقي من مواهب الخطابه
بالعنتريات التي ما قتلت ذبابة”.

ذهبت عنتريات بعض حكام الدول العربية، التي سبق أن أسهمت بتدمير العالم العربي سياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا وعسكريًّا واجتماعيًّا،
وبقيت عنتريات الأحزاب الثورية التي ما زالت تسهم في تدمير ما تبقى من العالم العربي والأمة العربية سياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا وعسكريًّا واجتماعيًّا.
فما فعلته عنتريات حماس وحزب الله يعد مساهمة كبيرة بالتدمير والتخريب، فمن العقل والسياسة والحكمة والخبرة أن يعالج هذا الخطاب وهذه العنتريات، لا أن يساند ويعاضد ويساير من قبل وزير خارجية دولة لها أهميتها في المنطقة العربية، وينتظر منه أن يوظّف الأحداث لصالح الدولة اللبنانية وسيادتها على أرضها وشؤونها، وكذلك لصالح الدول العربية، لا أن يكون لصالح سيادة حزب ثوري لا يمت للدولة اللبنانية ولا للشعب اللبناني بأي صلة، بل إن ولاءه السياسي والاقتصادي لإيران، التي تصفي حساباتها وتظهر قوتها ونفوذها من خلاله، حتى صار أداة من أدواتها تحركه كيف تشاء.

زار هذا الوزير بيروت منذ أيام عدة، والتقى بالمسؤولين اللبنانيين،
ثم خرج بتصريحات تخفّف من شروط قرار مجلس الأمن (١٧٠١)، الذي نص على نزع سلاح حزب الله، وهو أهم ما فيه؛ لأنه بهذا السلاح قوّض سيادة الدولة اللبنانية لصالح الطائفة الشيعية، وقوض سيادتها لصالح الدولة الإيرانية الصفوية، فصار الحزب جيشًا إيرانيًّا فارسيًّا صفويًّا، كشوكة في خاصرة الدول العربية السنية.
إن ما فعلته إيران في لبنان وسوريا واليمن لهو أقرب مثال على تدخل هذه الدولة الفارسية الصفوية وأطماعها ضدّ الأمة العربية وكراهيتها الدينية ضد دين الدول العربية المتمثل بالسنة والجماعة، فقد نقلت بعض مواقع القنوات العربية عن الوزير الزائر لبيروت أنه شدد، بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، على أن “الأولوية الأولى هي وقف إطلاق النار والاعتداءات الإسرائيلية دون أي شروط”، وأكد أنه “لا يمكن القبول بأي تسوية لا تضمن سيادة لبنان”.
هذا ما قاله!
فإذا أوقفت إسرائيل النار من دون أن ينزَع سلاح حزب الله، ومن دون تقويض نفوذه العسكري، ونفوذه السياسي الذي يقوده نبيه بري، الذي يتلاعب بالألفاظ والتصريحات السياسية، ليبقى نفوذ الحزب ومن ورائه نفوذ إيران الصفوية داخل لبنان.
ولقد حصل مثل هذا التلاعب والالتفاف على القرار ( ١٧٠١) عام ٢٠٠٦، بل إن حزب الله صار بعدها هو الأقوى في لبنان، وتعاظمت سطوته وسيطرته ونفوذه على الدولة والشعب في لبنان، بفضل دعم إيران وذراعها السياسي نبيه بري وتلاعبه.
فكيف يغدو من هو جزءٌ من المشكلة اللبنانية جزءًا من الحل؟!

 

خالد الغليقة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.