مقالات خاصة

الاقتصاد الاسلامي مشروع من

كان كارل ماركس يصف الوضع الاقتصادي الناتج عن نظريته بالاقتصاد الطبيعي ؛ نسبة إلى الطبيعة التي يزعم أنها كانت مَشَاعِيَّةَ الأشياء بين الخلائق ، وأن البشر وحدهم هم من خرج عن هذه الطبيعة ليدخلوا عبر التاريخ في سلسلة من التناقضات انتهت بهم٬ إلي الاقتصاد الرأسمالي الذي لن يسلم هو أيضا من الاجتثاث حينما تنموا نقائضه في داخله ؛ لذلك فالحل عنده هو إنهاء حركة التاريخ وذلك بالعودة إلى العالم المَشاعي الذي يُقَدِّر ماركس تاريخ وجوده ..

المزيد

المداخلة الهولندية على السلفية والآبائية

ليس من عادتي الإغراق في الردود ، وغالباً ما أكتفي منها بما يُوضِح وجهة النظر ثم أنصرف إلى ما هو أنفع لي وللقارئ وهو التأصيل العلمي ؛ فالسجال الطويل في القضية الواحدة يفضي إلى الجدل ومراعاةِ حظ النفس ويَقِل نفعه وبركته ؛ على عكس التأصيل العلمي ، فهو يبني الكاتب والقارئ وتنتفي فيه شهوة العلو والمغالبة . لكنني رأيت مقاليَ المنشور قبل أسابيع قلائل في صحيفة الوطن السعودية قد نشرته مشكورة صحيفة موند24 الصادرة في ..

المزيد

عن الحل الاقتصادي

من ليس متخصصاً في الاقتصاد ، وتُعَدُّ القراءات الاقتصادية له شيئاً من الثقافة العامة وزيادة الاطلاع، يُصاب كثيراً بالذهول وهو يتجول بين المواقع الإلكترونية المتخصصة ويقرأُ إحصاءات الفقر في أوربا وحجم الدين العام في هذه الدول ونسبته إلى الناتج الوطني ؛ فالولايات المتحدة الأمريكية التي تخوض حروباً طويلة المدى ، وتُقَدِّم منحا مالية ومساعدات عسكرية للكثير من دول العالم ، يعيش فيها قريبٌ من السبعة وأربعين مليوناً من الأمريكيين عند خط الفقر أو تحت خط ..

المزيد

شباب الآسيان ومشروع إيران

إيران ليست وحدها ؛ هذا رأي مستقر لدي منذ زمن ليس بالقصير ؛ كما أنها لا تعمل لمصلحة نفسها ولا شعبها ؛ هذه أيضا حقيقه يُصدِّقُها الوضع الراهن في إيران ؛ إن من وراء إيران وهو المحرك لها في كل نشاطاتها الدولية ؛ وهو كذلك من تعمل إيران لمصلحته ، إنما هو الصهيونية العالمية والتي تسعى للانفراد بهيمنة خاصة على العالم الإسلامي ؛ وهي هيمنة لن تستطيع الصهيونية بوجهها السافر الوصول إليها بين مليار ونصف ..

المزيد

السلفية والآبائية

أَعْلمُ جيداً أنني في هذا العنوان استخدمت النسبة إلى الجمع ؛ وهي طريقة غير مستحسنة عند أهل النحو ، حيث لا يُصوِّبُون النسبة إلى الجمع إلا سماعاً ؛ ولكنني أخذت هذه الصيغة من مقال كتبه أحد الأساتذة المغاربة واسمه الدكتور محمد آزرقان بعنوان مشكلة الفكر السلفي ؛ والتقييم العام للمقال أنه من جنس مئات المقالات التي تصدر عن السلفية بمختلِف لغات العالم تحتوي على العديد من الانطباعات التي استقرت في ذهن الكاتب نتيجة قراءات مختزلة ..

المزيد

إلماعة أصولية في تغير الفتوى

تغير الفتوى بتغير الزمان والحال ليس قاعدة أصولية كما يتصور البعض ؛ لأن القاعدة الأصولية هي أصل إجمالي يُرجع إليه في فهم الأدلة التفصيلية النصية ؛ كقاعدة : الخاص مقدم على العام ، والعام حجة فيما لا يتناوله المُخَصِّص ؛ أو يرجع إليه في ضبط الأدلة غير النصية ، كقولهم : الطرد والعكس شرط في التعليل أو يُرجع إليه في تنزيل الأدلة غير النصية على الوقائع العملية ، كقولهم : شرط الاستصحاب انتفاء الفارق في ..

المزيد

إدارة الرأي العام ؛ تركيا أنموذجا

أحاول دائماً أن لا أكتب في السياسة إلا في القضايا التي أجد أن لها علاقةً بالشأن الفكري ؛ ولم تكن الأزمة التي حدثت بين تركيا وهولندا ومِن ورائها دول أوربا الغربية في أصلها من القضايا التي ينطبق عليها هذا الشرط ؛ فهي عبارة عن خطأ سياسي ودبلماسي وقعت فيه تركيا ، ترتب عليه ردة فعل قوية من الجانب الهولندي والأوربي ؛ لكن الذي جعل هذه الأزمة تدخل في الشأن الفكري : أن تركيا لم تخطئ ..

المزيد

تركي الفيصل في دائرة الخطر

الأمير تركي الفيصل من رجال الأمن والدبلوماسية في بلادنا، وكذلك هو مفكر ومثقف؛ إلا أن لسان الدبلوماسية والحس الأمني الفطن هما اللذان يغلبان على الظهور في لقاءاته الصحفية وكلماته في المحافل الدولية ومحاضراته العامة؛ وهكذا بدا لي الأمر أيضا في اللقاء الذي أجرته معه قناة DW الألمانية، وحاوره فيه الصحفي البريطاني تيم سبيستيان؛ وأعتقد أن طبيعة اللقاء القصير ذي الأسئلة المتسارعة هو ما حمل الأمير على اختيار اللغة الدبلوماسية والإجابات الحذرة التي تعتمد على المقارنة ..

المزيد

المنهج السلفي واحتكار الحق

من المصطلحات المعاصرة التي تُساق دائماً مساق الذم : مصطلح ” احتكار الحق” ويوصف به كل فرد أو نحلة أو جماعة يُتَّهَمُون بأنهم ينفون عن مبادئهم أو آرائهم أدنى درجات احتمال الخطأ ؛ ويحكمون لها ولمن مشى عليها بالصواب المطلق الذي لا يتخلله شك ؛ ويحكمون على خِلافهِا ومن خالفها بالخطأ الذي ليس معه أي احتمال للصواب . وفي عصر شاع فيه الجدل أصبحت هذه العبارة حجراً يَقذِفه من شاء على من شاء ؛ حتى ..

المزيد

نحن وترمب وتلك السنن

معلوم جيداً أن كل دولة عريقة في العمل السياسي لها رؤى آفاقية (استراتيجية) من النادر تغييرُها، وغالباً ما تنتج هذه الرؤى عن ظروف النشآة، والتي تتمثل في منطلقات قادة التأسيس، وطبيعة المجتمع الذي عاصر قيام الدولة، والواقع العالمي الذي أظل عصر النشآة، وما يصاحب ذلك كله من أفكار وأعراف وأديان، ولهذا نجد باستقراءِ تواريخ كثير من الدول الكبار: أن التَّغَيُّر في شيءٍ من هذه الرؤى الآفاقية لدى دولة ما، تصاحبه بداية لحالة الانحدار في طريق ..

المزيد