آخر الأخبار

أللهم أهلك الظالمين بالظالمين
أللهم أهلك الظالمين بالظالمين
العجيب أن السلفيين وحدهم في العالم العربي كله هم من يقولون تجاه الخصام الإيراني الصهيوني : اللهم أشغل الظالمين بالظالمين وأخرجنا منهم سالمين ، فالليبراليون والعلمانيون لا يزالون يبحثون عن المصلحة أين تكون ، فإن كانت وفق رؤية أحدهم مع الصهاينة كان معهم وإن كانت وفق رؤية أحدهم مع إيران كان معهم ، وأما جماعة الإخوان المسلمين ، فرأوا أن مصاب إيران أعظم مما أصابهم ، ولذلك وقفوا ببيان رسمي مع إيران ، وكأنهم يرون التحالف معهم في هذا الظرف شئ من رد الجميل ، ولا تسأل ما هو الجميل الذي قدمته إيران لهم لأنك لن تجد عندهم جوابا.
وكذلك الأشاعرة فبالرغم من التراث الأشعري المناوئ للشيعة إلا أن المعاصرين منهم من السهل انخداعهم بإيران وبالوحدة الإسلامية بينهم وبين بقية المسلمين ، ولعل ذلك لكون جميع الأشاعرة في الوقت الحاضر ، بل هذا من المؤكد ، ينتمون إلى الطرق الصوفية ، وكذلك الماتوريدية ، فلن تجد أشعريا أو ما توريديا إلا وهو صوفي ، والصوفية شأنها كشأن بقية البدع التي ينسبها أهلها زوراً إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه بينها وبين التشيع وشيجة غريبة رغم اختلافهم معهم اختلافاً أصليا ؛ فالشيعة يُكفرون الصحابة ويحكمون بردتهم والصوفية يتولون الصحابة ، والشيعة يحكمون بتحريف القرآن نسأل الله العافية والصوفية يحفظون القرآن ويُكفرون من يقول بتحريفه ؛ بل إن كثيرأ من حفاظ القرآن ومعلميه ومفسريه هم من المتصوفة ، والشيعة يقولون بنبوة اثني عشر رجلاً بعد نبينا محمد يسمونهم أئمة ، وإذا رجعت إلى صفاتهم عندهم وجدتها أعظم من صفات نبينا محمد ، وهم يفضلونهم على كل النبيين أو على كثير منهم ، على فروق بين مذاهبهم ؛ والصوفية لا يقولون بنبوة أحد بعد النبي محمد صلى الله عليه وسم ، دع عنك تفضيل غلاتهم للأولياء على الأنبياء ، كما قال شاعرهم :
مقام النبوة في برزخ
فويق الرسول ودون الولي
فنحن في هذا المقال لا نناقش هذا وإنما،نُذَكِّر بالوشائج التي بين الفريقين ، وتصديقهم المتوالي للشيعة في إنكارهم بدعَهم تقيةً مع وجود الأمثلة الكثيرة التي تؤدي إلى القطع بصحة نسبتها إليهم.
وأعظم من ذلك أن الإباضية الذين لا يقولون بعدالة علي بن أبي طالب رضي الله عنه يتولون إيران الشيعية التي تغلو في علي ، وهاهو الخليلي مفتي عمان الذي لم يُصدِر بيانا في سوريا يَصدُر عنه بيان يحث المسلمين فيه على نصرة إيران .
الشاهد من كل ذلك أن إيران اليوم تجد لها في العالم الإسلامي نصيراً كبيراً وليس ذلك رداً على سابق نصرتها له ، فمنذ قامت إيران الخميني لم تقدم أي نصر لمن قال إنه سني ، سواء أأقررنا بسنيته كالسلفيين أم اختلفنا معه كالصوفيين ، فلم تقدم لهم إيران أية خدمة ، بل إن ألسنة المقيمين هناك وهم كثير جداً يعانون الكثير من هضم الحقوق لدرجة تغيير الأسماء حينما يُسمون عمر أو عثمان أو طلحة أو الزبير آو عائشة أو غيرها من أسماء الصحابة العدول لدى أهل السنة ، والذين يرى الشيعة بهتانهم .
وقد ابتلي السنة باستيلاء إيران بقواتها على أربع دول سنية فلم تفعل هناك من الإصلاح شرو نقير ، حتى الإصلاح لأجل الدعاية لم تفعله ليغير الناس دينهم ، وأعملت قتلاً وترويعا في جميع هذه الدول الأربع ، وجميع من ابتلي بإيران يتذكر جيداً ما جرى ولا ينساه ، وأعظم منه عملها على تذبيح أهل السنة ، ولا ينسى أحدٌ ولن ينسى أحدٌ كم قتلوا في القُصير وحمص والزبداني ومضايا وحلب، ولهم وقعات غير مشهورة في غير هذه البلدات ، وسبب عدمِ شهرتها إخفاؤها من قبل الإيرانيين إعلاميا ، وقبلها وقعاتهم في العراق بدءًا من الناصرية والبصرة في جنوب العراق ثم الفلوجة وسائر تكريت إلى خانقين وكركوك ؛ بل قتلوا السنة في بغداد ثم هجروهم عن وسطها إلى أطرافها ثم احتلوا منطقة جرف الصخر جنوب بغداد بجميع قراها ، وذهب سكانها السنة ما بين قتيل وطريد ، إلى غير ذلك مما قاموا به في سامراء وتكريت وغيرها.
نعم فعل الشيعة كل ذلك، وهذا بدفع من إيران ، حتى هَجَرَ العرب العراقيون والعرب السوريون بلادهم ، وأصبح المهاجرون أكثر من المقيمين ؛مع تشويههم لأهل السنة برفعهم أسم داعش وتذرعهم لقتل السنة بها ، وهم من أنشأوها ومن دعموها لهذا الغرض ، وقد شَرَحْتُ ذلك في مقالات سابقة منها مقال الرحلة الداعشية من خانقين حتى الفلوجة ، كما حاولوا تشويه السنة بالإساءة لفريضة الحج منذ عام ١٤٠٣هـ وذلك بتهريب المنفجرات والقيام بحركات عدة لمحاولة إذكاء الفتنة في موسم الحج حتى وقت قريب من الآن ، ولولا أن الله تعالى سلط الحكومة السعودية الميمونة على أعمالهم لهلك في موسم الحج الملايين ولكن الله سبحانه وتعالى سلم وبارك .
وقد فاق الذين تسبب الشيعة الفرس ومن يأتمر بأمرهم من الشيعة العرب من أهل السنة في العراق وسوريا واليمن في قتلهم ،أكثر من مليون ، ولو كان هناك إحصاءً دقيقاً لربما تفوقوا به على المليوني شخص ؛هذا وانظر إلى ما يطمحون إليه ، لتجد أنه شرٌ مما يطمح إليه اليهود ، فهم يخربون الدنيا حتى يأتي مهديهم ويُصلحها ، وينشرون المذهب الشيعي في العالم الإسلامي قاطبة، وهي طموحات خرافية امتلأت بها كتبهم القديمة وجاءتهم ـ فيما يزعمون ـ الفرصة لتنفيذها ؛ ولك أن تستمع إلى معمميهم في قنواتهم على اليوتيوب لتعلم أنه لا يمكن معهم التقاء البتة ، وتوقن أنهم يختلفون قليلاً عن الشيعة في زمان ابن تيمية رحمه الله ، وذلك أنه لم تكن لهم دولة ظاهرة بمشروعها العقدي في عهده فلم يكن قازان شيعيا ، وإنما كان كافراً اعتمد دين الشيعة وقَبْلَه اعتمد النصرانية وقبل ذلك كان على دين جده ، يترنح بين الأديان ، وكل ذلك، كي يُرَوِّج لنفسه ،وكان الذي دعاه إلى التشيع ابنُ المظفر الحلي الذي رد عليه ابن تيمية بكتاب منهاج السنة، ولم يكن لقازان مشروع شيعي حتى يبرز خفايا التشيع ، بل كان مأربه الترويج لنفسه بأقرب دين إلى مذاهب الكفر ، كما فعل السلطان قسطنطين حين اختار نصرانية بولس على النصرانية الحقيقية أوائل القرن الرابع الميلادي؛كما أن ابن تيمية قال في الرافضة أعظم قولة، وبين كونهم شر من اليهود والنصارى ، فإذا كانوا شراً منهم لم ينفعهم انتسابهم للإسلام ، بل يكون انتسابهم للإسلام من جملة شرورهم ، وبذلك فلا مانع أن يُقاتَل منهم من آذى المسلمين ، كما لا مانع أن يُستَبشَر بتقاتلهم مع اليهود؛فإن كان أهل السنة ذوي شوكة ، فلا يضعوا شوكتهم مع أحدهما ، فإن ولا بد فلتكن مع أقلهما ضرراً بالإسلام حين يفوز على صاحبه ، بل لا مانع أن يُعجِب المؤمن انتصارُ اليهود على الشيعة حين يكون في انتصارهم كف لبعض الشيعة عن مشاريعهم الكبيرة التي تهدف إلى إبادة السنة أو التقليل منهم أو إغوائهم، كما حصل من شيعة إيران من إبادة السنة وتهجيرهم وإغوائهم .
واليهود ليسو في قلوبنا بأقل بغضا من الإيرانيين الذين لولا قيادتهم لما أبغضناهم ، فهم شيعة ضعفاء كسائر الشيعة ، لكن القيادة الإيرانية هي التي نشرت العداوة والبغضاء بيننا وبينهم بعد أن نشرت حقيقة مذهبهم.
أقول : إن اليهود أعداء تقليديين منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهم أعداء للنبي وأعداء لمن بعده ،وهناك طرح قوي لم يجد حتى الآن له مسانيد قوية ، أنهم هم وراء ظهور المذهب الشيعي منذ العصور المبكرة ،وأيضا وراء تقويته في عصرنا الحاضر ونشر مؤامراته ، فالعداء بيننا وبينهم أزلي لا انقطاع فيه ، يعرفه الكبير من المسلمين والصغير ، وليس بيننا وأمةً من الأمم عداء كعدائنا معهم ، أما الشيعة فعداؤهم مع العرب أعظم من عدائهم واليهود ، وبذلك تشير كتبهم ، فمهديهم الذي يُخَرِّبُون الدنيا لأجل مقدمه كما يزعمون إنما يأتي ليقتل تسعة أعشار العرب لا ليقاتل اليهود والنصارى.
ولذلك كله فإنه إذا وقع القتال بين الشيعة واليهود كما هو الحادث الآن، فإننا نقول : اللهم سلط الظالمين على الظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين ، فوقوفنا مع أي منهما دعمٌ لأحدهما وليس أحدهما حقيق بالدعم ، والله المستعان .
ما شاء الله أحسن