آخر الأخبار
صاروخ قراد على الحدود
في هذا الصباح الاثنين التاسع من رمضان لعام خمسة وثلاثين وأربعمائة وألف للهجرة النبوية كشف تنظيم القاعدة عن انتهاجه نهجاً جديداً في مسلكه العدواني ضد بلادنا المملكة العربية السعودية ، وهو استخدام صواريخ غراد في تدمير المراكز الحدودية ومن ثم اقتحامها ، وفي تقديري أن الجديد في هذا الأمر أنه جاء بعد توقف طويل لعمليات القاعدة الإجرامية في داخل المملكة حيث كان النجاح بفضل الله حليف الأجهزة الأمنية في تفكيك العديد من الخلايا التي حاول منتسبون لهذا التنظيم تكوينها ، ومن ثَمَّ إحباط جميع ما فكر التنظيم في القيام به من أعمال تدميرٍ داخلَ البلاد حتى بلغ بهم الأمر إلى اليأس من النجاح في زعزعة الأمن من الداخل ، فلجأوا إلى هذا الأسلوب الجديد المتمثل في محاولة غزو البلاد من الخارج.
من الناحية العسكرية لا أعتقد أن قادة القاعدة يجهلون أن مثل هذا الهجوم لن يؤثر على النظام في المملكة ، وقد قام بمثله بل بأعنف منه قبل سنوات حلفاؤهم من الحوثيين فكادت شأفتهم أن تُسْتَأْصل لولا الوساطة التي يقال إن الشيخ يوسف القرضاوي قادها بين الحكومة اليمنية والحوثيين .
فهذا الهجوم وأمثاله لن يكون له أثر سلبي على النظام السعودي ، بل ربما أقول إن النظام قد يستفيد منها في تقوية جبهته الداخلية وزيادة التحام الشعب الحريص على مكتسبات وطنه مع قيادته وجيشه ، وفي ظني أيضا أن كل ذلك لا يجهله قادة القاعدة ومن معهم من الحوثيين ، ومَنْ وراءهم من رجال المخابرات الإيرانيين وغيرهم ، فهم يعرفون جيداً حجم الأثر الذي ستحدثه هذه العمليات على النظام في بلادنا المملكة العربية السعودية سلباً وإيجابا.
والسؤال هنا: إذا كان الأمر كذلك فلماذا قاموا بهذه العمليات ؟
أما الشباب الذين نفَْذُوا العملية ، فهم مساكين لا يعرفون أبعاد ما يعملون وقد ملأ منهج التكفير قلوبهم حقداً وبُغضاً جعلهم يعمهون عن التفكر والتبصر في كل ما يقولون ويفعلون ، ويكفي أن يُقَال لهم: إن العسكر كفار والنظام كافر والمسلمين تُرْس فيُقْدِمون على ما يُدفعون إليه إقدام العجماوات بل شرٌ من ذلك.
بقي الحديث في قيادة التنظيم ومن وراءها ، وهؤلاء لا يمكن القول بأن ما خططوا له في منآى عن الأحداث الجارية في سوريا والعراق.
فمن المستفيد من إشغال الإعلام العالمي عمَّا يجري في العراق وسوريا بأحداث عبثية تقوم بها القاعدة على الحدود السعودية ؟
فمن المستفيد من إشغال الرأي العام في السعودية عمَّا يجري في العراق وسوريا؟
ومن المستفيد من محاولة إشغال قوات حرس الحدود عن الأرتال والآليات التي أوقفتها قوات المالكي على حدود السعودية ثُمَّ تركتها هناك ، لا للشمس والهواء ، بل لتأتي إليها قوات داعش وتقوم بدورها المُوكل لها من قِبَل الصفويين في تحريكها ضد المملكة وليس ضد المالكي أو إيران .
من المستفيد من إشغال المملكة عن دورها السياسي في دعم مطالب العشائر السُّنِّية في العراق ودورها الإنساني في إغاثة اللاجئين العراقيين من جراء القصف الصفوي.
لا ريب ولا شك أن المستفيد هو النظام الصفوي وأعوانه ، وهم المستفيدون الوحيدون لو نجح أحدٌ ونسأل الله العافية في زعزعة الأمن في بلادنا المملكة العرب السعودية .
وكل من لديه تعاطف ولو قليل مع هؤلاء المجرمين الذي اقتحموا حدودنا فليفكر ملياً ويسأل نفسه أسئلة جادة عن حقيقة المستفيد مما حدث ومما قد يحدث .
وليسأل نفسه لماذا لم يُستخدم صاروخ جراد هذا في ضرب الحوثيين رغم الأزمة العظيمة هذه الأيام والاحتراب الشرس بين أهل السنة والزيديين من جهة والحوثيين من جهة أخرى ؟
هذا السؤال سألناه وسأله غيرنا مراراً وتكراراً، ولم أجد على طول ما تتبعت إلا جواباً باهتاً من أحدهم مضمونه أنهم يبدأون بأعدائهم واحداً واحدا ، وصمتهم عن الحوثيين ما هو إلا للتفرغ لعدوهم الأهم ، وهذا الجواب فيه من الإثبات
عن قلة العقل وضعف الديانة ما فيه ، وأظن أنه الجواب الذي يُلَقِّنه مُنَظِّروا التنظيم لمن يستقطبونهم ويتجرأون على طرح سؤال كهذا.
ولو عقَلُوا لسألوا أنفسهم : هل هؤلاء الجنود الذين نُوَجه الصاروخ إليهم أولى بها وأهل لأن نقتلهم به وهم يصلون صلاتنا ويصومون صيامنا ويعتقدون في الله ورسوله معتقدنا وورأيهم في صحابة رسول الله مطابق رأينا ، بأي شئ نستحل دماءهم وماذا نجيب الله إذا جاؤنا يوم القيامة يحاجوننا بلا إله إلا الله .
هل هؤلاء أولى بهذا الصاروخ أم الحوثيين الذين عظُم بلاؤهم في اليمن ، فقتلوا وروعوا وأخرجو ونهبوا ، والله لو فكروُا بعقولهم لعرفوا حقيقة ماهم مقدمون عليه ، لكن ما يُكِنُّونه من الحقد صرف عقولهم عن صحيح التفكير كما صرف قلوبهم عن واضح الديانة.
د محمد بن إبراهيم السعيدي
بيض الله وجهك ياشيخ كلام سليم واسال الله ان يحفظ بلادنا من كل شر وان يجمعنا على الحق ومشكلة لدينا اشخاص لا تفكر مثل داعش وغيرها ما مصلحة المالكي من تسليمكم الحدود مع السعودية