‏ ‏ *” الـرِّحــلَـةُ الـمَـكِّـيَّــةُ “*

تكبير الخط تصغير الخط

‏.

‏ *” الـرِّحــلَـةُ الـمَـكِّـيَّــةُ “*

‏طَـرَقـتُ بَـابَــكَ يَـامَـــوْلايَ مُـلـتَـمِـسَـا
‏مِـنـكَ الـفُـيُـوضَـاتِ رَحـمَـانِـيَّـةً قُدُسَـا

‏يَمَّمتُ وَجهِي إِلَى البَيتِ العَتِيقِ ومَـنْ
‏يَـقِـفْ بَـأَعتَـابِ بـَيـْـتِ اللهِ مَـا يَـئِـسَـا

‏طَـوَّفـتُ بَـالـكَـعـبَـةِ الـغَـرَّاءِ ، تُـثـقِلُنِي
‏شَـتَّى ذُنُـوبٍ لَكَادَتْ تَـقْـطَـعُ الـنَّـفَـسَـا

‏أَلُـوذُ بِـالـرُّكـنِ مِـثْـلِـي مَـنْ يَـلُــوذُ بِـهِ
‏أَرُومُ مِـنْ طـُهــرِهِ مَا يَغـسِـلُ الـدَّنَـسَـا

‏أَقفُـو خُطَى النُّـورِ بَيـنَ المَـروَتَيـنِ إِلَى
‏نَهـرٍ مِنَ الخُلْـدِ يَجـــرِيْ سَـائِغَاً سَلِـسَـا

‏فَـمَـا ارتَـوَتْ غُـلَّـتِي مِـنْ مَـاءِ زَمـزَمِـهِ
‏إلاَّ وَلَانَ فُـــؤَادٌ فِـي الـضُّلُــوعِ قَـــسَـا

‏وَمَـن يَـلُـذْ بِـحِـمَـى مَوْلَاهُ مُـرتَـجِـــيَـاً
‏يُلْبِـسْــهُ أَثْـوَابَ رَحـمَـانِـيَّــــةٍ وَكُـسَى

‏…

‏مَــولَايَ جِـئْــتُــكَ لَا دُنيـَـايَ مُـغْـنِـيَــةٌ
‏عَـنـِّي وَلَـسـتُ عَلَى مَـا فَـاتَ مُبْتَئِـسَـا

‏أَتَـيْـتُ ضَـاقَـتْ بِـيَ الـدُّنْـيَـا وأَرَّقَـنِـي
‏شَــكٌ يُمَـــــزِّقُ قّـلـبِـي كُلَّـمَـا هَـجَـسَـا

‏طَـوَّفـتُ فِـي مَـلَـكُـوتِ العَقْـلِ أَسْـأَلُـهُ
‏وَكُـلَّـمَـا خِـلْتُـنِـي قَـوَّمْتُــــهُ انْـتَـكَـسَـا

‏حَـاوَرتُ فَـلْـسَـفَـةَ الإِغْـرِيـقِ مُقْتَـفِـيَـاً
‏خُطَى أَرِسْطُو وِمِـنْ سُقرَاطَ مُلتَـمِـسَـا

‏سَاءَلْتُ بُوذَا و كُونْفُوشْيُوسَ عَلَّ يَـدَاً
‏تُـزِيـلُ عَـنِّـيْ عَـمَـايَـاتِـي فَـزِدتُ أَسَـى

‏وَلَمْ أَجِــد فِي هُيُوْمٍ غَيْـــرَ حَـيْـرَتِـــهِ
‏وَعِنْــدَ دِيْكَارتَ إِلَّا الشَّـكَّ و الـتَّـعَـسَـا

‏فــلَا الغَــزَالِيُّ آسَــــــــانِـي تَـهَـافُـتُـــهُ
‏وَلَا ابْنُ رُشْـدٍ وَإِنْ رَامَ الصَّـــوَابَ أَسَـا

‏جَـعَـلتُ عَـقْـلِـيْ سَـبِـيْلَاً لِلْوُصُوْلِ فَمَا
‏أَغْـنَى عَنِ الْحَـقِّ لَكِنْ ضَاقَ وَاحتَبَسَـا

‏العَقْــلُ لَيْــسَ دَلِيْـــلَاً صَالِحَـاً لِـهُــدَى
‏إِنْ لَمْ يَكُـنْ مِنْ كِتـَابِ اللهِ مُقْـتَـبِـسَـا

‏والحَــقُّ نُـــورٌ يَسِيـرُ العَـارِفُـــونَ لَـهُ
‏وَإِنْ تـَنَـكَّـــــبَ عَنْــــهُ عَـالَـــمٌ بَـؤُسَـا

‏تَمَسَّـحُـــوا بِـمُـسُــوحِ الـدِّيـنِ تَعمِـيَـةً
‏وَحَرَّفُـــوهُ إِلَى أَنْ قَوَّضُـــوا الأُسُـسَـا

‏يُـصَـنِّـمُـونَ وَإِنْ لَمْ يَـعـبُــدُوا صَـنَـمـاً
‏وَيَـلْـهَـجُــونَ بَـأَربَـابٍ صَـبَـــاحَ مَـسَـا

‏اللهُ أَنْــزَلَ ( إِلَّا رَحْــمَــــــــةً ) وَأَبَــوا
‏إِلَّا الـدِّمَــاءَ ؛ فَـكَانُـــوا لَـعْـنَـةً وَأَسَـى

‏…

‏يـَارَبِّ أَرسَـلْـتَ نُــورَاً نَـسْتَـضِـيءُ بِـهِ
‏وَهَادِيَــاً نَجْتَــلِي مِـنْ هَدَيِـــهِ قَبَــسَـا

‏أَرْسَــلْتَ طَـهَ فَـبَـانَ النَّـهْــجُ مُؤْتَلِـقَـاً
‏وَكُـلُّ نَـهْـــجٍ سِــــوَاهُ رَثَّ وَانْــدَرَسَـا

‏مَنْ يَجْعِــل الحـَـقَّ هَـادِيْــهِ وَقَـائِــدَهُ
‏يَـجِـدْ لَـهُ نَـحـوَ نُـــورِ الله مُـلْـتَـمَـسَـا

‏أَلْهَمْتَنِي الرُّشْـدَ حَتَّى لَمْ أَدَع صَنَــمـاً
‏إِلَّا وَعَــرَّيْتُ فِيـــهِ الزَّيْــفَ فَانْطَمَسَـا

‏ظَلَلْتُ فِي التِّيهِ عَشْراً خُضْتُ لُجَّتَــهَا
‏حتَّى فَلَقْـــتُ طَرِيقِي نَحْوَكُمْ يَـبَـسَـا

‏…

‏مَــوْلاَيَ جِـئْـتُـكَ ذَا ذَنْــبٍ ، وَذَا نَــدَمٍ
‏وَلاَ شَفِيـعَ سِوَى الدَّمْعِ الَّذِي انْبَجَـسَـا

‏مَــوْلَايَ عِـنْــــــدَكَ آمَـالِـــي مُـعَـــلَّـقَـةٌ
‏وَكُلُّ (لَيْـتَ) عَلَى بَابِ الكَـرِيـمِ (عَسَى)

‏.
‏.
‏.

‏*⁧‫#محمد_أبوشرارة‬⁩*

التعليقات

ردان على “‏ ‏ *” الـرِّحــلَـةُ الـمَـكِّـيَّــةُ “*”

  1. قصيدة من أجمل ما قرأت في العصر الحاضر . شكر الله لك ياشيخنا وبارك في قائلها

  2. الشاعر محمد ابو شرارة هو محمد بن صالح الشمراني وهو الفائز في تمثيل السعودية في مسابقة أمير الشعراء قبل عامين
    زاده الله هدا وصلاحا وتوفيقا وتألقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.