منظومة :أراك نصرت الظالمين نفوسَهم

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرفخلق الله وبعد:

هذه أبيات نظمتها إثر ما رأيت من نصر البعض لما يعملهأهل البدع والخرافيين هذه الأيام من الالتجاء للميتينواستغاثتهم لكشف الضر عنهم وعن بلدانهم ، وقد جعلتهامجارية لقصيدة الشيخ خليل سليمان حيدرية والتي مطلعها:” أريحي الهوى يا أم شمع ومشعلِ

على كل قبر دارس أو مجللِ

أسأل الله تعالى لي وله القبول .

د محمد بن إبراهيم بن حسن السعيدي

أراكَ نصرتَ الظالمين نفوسَهم

إذاما اسْتَغَاثُوا ياحسينُ ويا علي

وخالفْتَ أمرَ الله فيهم ونهيه

بمُحْكَمِ آياتِ الكتابِ المنزلِ

يخاطبُنا(ادعوني) أجبكم كما أتى

بآيةِ ستينٍ بأُولَى المُفَصَّلِ

ونَصَّ على أن الدعاءَ عبادةٌ

ومُسْتَكْبِرٌ عَنْها بأخبثِ مَنْزِلِ

وخامسُ آياتِ الحديدِ قدْ اَحْكَمَت

ضلالَ الذي يدعو سوى الواحدِ العلي

فَكُلُ عبادِ اللهِ لا شك دونَهُ

ومَنْ يَدْعُ دُونَ اللهِ لاشك قد بُلي

وفِي ثَامِنِ الآياتِ مِن بَعْدِ عَشْرةٍ

مِنَ الجِنِّ فَصْلُ القَوْلِ للمُتَعَقِّلِ

يَقُولُ(فَلَا تَدْعُوا مَعَ الله) واحداً

وأنَّ بُيُوْتَ اللهِ لله لا الوَلِي

وأَبْطَلَ رَبِّي حُجَّةً قَدْ تَكَرَّرَتْ

لَدَى كُلِّ غاوٍ في الأنامِ مُعَطِّلِ

بِثَامِنِ آيٍ بَعْدَ عَشْرٍ بِيُونُسٍ

ومَنْ حَادَ عَنْهَا حَادَ عن وَاضِحٍ جَلِي

يقولون زَعْمَاْ هَؤُلَا شُفَعَاؤُنَا

لَدَى الله مِنْهُمْ جُرْأَةً بالتقولِ

لِذَلِكَ لَمْ يَنْفَعْهُمُ العُذْرُ عِنْدَهُ

وأَوْسَعَهُمْ ذَمَّاً بِنَصِ  المُرَتَّل

وفِي سُورَةِ الإسْرَاءِ آيةِ ستةٍ

وخمسينَ مَنْ يَبْغِ الهدايةَ يَعْقِلِ

يقول (قل ادعوا) من زعمتم أَيَمْلِكوا

مِنَ الضُّرِ دَفْعَاً أَوْ قَلِيْلَ التحولِ

وفِي الرَّعْدِ أَعْطَا الله فِي آيِ أَرْبَعٍ

وعَشْرٍ مِثَالَاً للدُّعَاءِ المُضَلَّلِ

(كَبَاسِطِ كَفَّيهِ إِلَى الماءِ) واهِمَاً

وَمَنْ يَدْعُ دُوْنَ اللهِ حَتْمَاً سَيَفْشَلِ

وفِي الآيةِ السِّتِّيْن بَعْدَ ثَلَاثةٍ

مِنَ الْحَجِ قَوْلٌ لَيْسَ عِندي بِمُهْمَلِ

بأَنَّ دُعَاءَ الحَقِّ حَقُّ وإنَّمَا دُعَاءُ سِواهُ سَامَهُ كُلُّ مُبْطِلِ

وفِي العَنْكَبُوتِ آيتانِ تَوَالَتَا

بِأَوَلِ عَشْرِ الأَرْبَعِين وقد تُلِي

ومَنْ يَتَّخِذ غَيْرَ الإلهِ وَلِِيَّهُ

كَمَا العَنْكَبُوتِ ذَاتِ أَوْهَنِ مَنْزِلِ

فَهَاهِيَ آياتُ الكِتَابِ كما ترى

تَخَيَّرْتُ مِنْهَا بَعْضَهَا للتأملِ

عَرِيبةُ ألفاظٍ كَوَاشِفُ للدُّجَى

بَصَائِرُ جَلَّاهَا الإلهُ لِيَبْتَلِي

وقد رام تأويلاً لها بعضُ مَنْ جَنَى

عَلَى نَفْسِه فَانْسَاقَ فِي كُلِّ مَحْفَلِ

يَقُولُ تَخُصُّ الكافرينَ ولا يَرَى

تَعَلُّقَهَا فَي مُسْلمٍ مُتَأَوِّلِ

تَشَهُّدُه بَيْنَ الْبَرِيَّاتِ عَاصِم

فَمَهْمَا أَتَى مِنْ وَاضِحِ الشِّركِ يُقْبَلِ

ولَيْسَ كَذَا بَلْ يْصْبِحُ الشرك سُنَّةٍ

وأكْثرَ أَجْراً مِنْ دُعَاءِ التَّبَتُّلِ

فَمَنْ قَالَ غِثْنِي يَا حُسَيْنُ ودَاوِنِي

فَذَالِكَ زَعْمَاً مِنْ لَطِيفِ التَّوسُّلِ

ومَنْ قَالَ عَبْدَ القَادِرِ ادْفَع مُصَابَنَا

وَخَلِّ أذَى الأَعْدَاءِ عَنَّا بِمَعْزِلِ

فمَا ذَاكَ إلَّا دَعْوَةًٌ مُسْتَجَابَةٌ

إلى اللِه زُلْفَى وَالوَسِيطُ هُوَ الولي

حَدِيثُ خُرَافَاتٍ وتَدليسُ نَامقٍ

وَلَيْسَ عَلَيْهَا مِنْ دَلِيلٍ مُؤَصَّلِ

سِوَى الجَهْلِ بالتلبيسِ بين توسُّلٍ

حرامٍ على القولِ الصحيح المُدَلَّلِ

وبَيْنَ اسْتِغاثاٍتٍ هي الشِّرْكُ ظَاهِرَاً

بحيٍ ضَعِيفٍ أو دفين مْجَندَّلِ

نَقُولُ لَهُمْ هَاتُوا لَنَا رُبَعَ آيَةٍ

تَدُلُّ عَلَى مَا قُلْتُمُوهُ لِيَنْجَلِي

فَيَلُوُوْنَ أَعْنَاقَ النُّصُوصِ كَأَنّهَا

مَطَايَا مُكَارٍ حَيثُ مَا شَاءَ تَرْحَلِ

يَخُصّونَهَا مِن غَيرِ نَصٍ مُخَصِّصٍ

بِأهْوَائِهِمْ أَو بِالكَلَامِ المُسَرْبَلِ

وَهَل قَالَ أَصْحَابُ الرّسُولِ وَآلِهِ

بِمَا جِئْتُمُوهُ مِن أَثِيمِ التّقَوُّلِ

فِإنَّا عَلَى آثَارِهْم رَغَمَ أَنْفِنَا

يَقُولُوا نَقُلْ أو يَفْعَلُوا الأمْرَ نَفْعَلِ

هَل التَزَمُوا قَبْرَ الرَّسُولِ لِحَاجَةٍ

ونَادَوْا أمِحْنَا الغَيْثَ يَاخَيْرَ مُرْسَلِ

أم اتَّجَهُوا لله فِي عَامِ جَدْبِهْم

كَمَا فَعَلَ العَبَّاسُ في الوَاضِحِ الجَلِي

ولَمَّا قَضَى نَحْبَاً عَلِيٌ هَل الْتَجَا

لَهُ الْحَسَنَانِ إذْ ثَوَى تَحْتَ جَنْدَلِ

أَمْ انَّهُمَا قَدْ أَخْفَيَا رَسْمَ  قَبْرِه

لِكَي لَا يُغَالِي فِيهِ بِالزُوْرِ مُفْتَلِي

كَذَلَكَ يَومُ الطُّفِّ هَلْ مِنْ رِوَاَيةٍ

بأنَّ حسيناً قال في الكربِ  ياعلي

وحاشاهمُ صحبُ الرسول وآلُه

بأن يَفْعَلُوا الشِّركَ الخَفِيَّ أو الجَلِي

تُجَادِلُني بالسَّامِريْ وابنِ مُفْلِحٍ

وهلْ عِندَ رَسْمٍ دارسٍ مِن مُعَوَّلِ

إذا ما قَضى الرحمن فالحُكْمُ حُكْمُه

لِيُبْطِلَ نَهْرُ اللهِ نَهْرَ ابنِ مَعْقِلِ

خِتَاماً أُنَاجِي اللهَ يامالكَ الدُّنَى

وقَاِضيَ حاجاتِ الوَرَى بالتَّفَضُلِ

أجِرْنَا مِن الإِشْرَاكِ في البأس والرخا

ولا تَصْرِفَنَّا عَنْكَ يَا خَيْر مُنُزِلِ