آخر الأخبار
تعليق على مقال الأخ جميل فارسي حول السنة الشمسية والقمرية
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت مقالة الأخ الصديق الأستاذ جميل فارسي والتي سماها “يا عيني حظنا تعبان ” وقد وجه الخطاب مباشرة لمعالي وزير التخطيط وخلص فيها إلى أمنيته أن يعود توقيت صرف الرواتب إلى الأشهر القمرية ، فإن كان ولابد من التوقيت الشمسي فليترك الثور والشولة التي لا تليق بنا [ حسب الأخ فارسي] إلى الأشهر الشمسية الرومانية .
وأنا هنا أتمنى مثل الأخ جميل عودة الأشهر القمرية لكنني أختلف معه في الجزء الآخر من مقالته ، فأقول : إن كان ولابد من التقويم الشمسي فلتكن الأشهر الشمسية العربية ، أما الأشهر الشمسية الرومانية فهي مرتبطة بالتقويم الميلادي الذي يبدأ بالتاريخ المزعوم لميلاد المسيح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ، وبذلك يكون مرتبطاً بدين النصارى الذين أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بمخالفتهم ، كما أن معاني هذه الأشهر شركية وهي أسماء لآلهة رومانية مزعومة ما أنزل الله بها من سلطان .
والأشهر الشمسية العربية وضعها الفلكيون المسلمون ، ونسبة الخطأ في السنة الشمسية العربية كما قرأت في بعض مراجع علم الفلك تساوي ٠٪ وما يقال إنها أشهر تنجيم غير صحيح ، بل المنجمون رَكِبُوها لدلالتها على الكواكب ومنازل الشمس ، أما الأصل فإنها تدل على مواسم البرد والحر وطول الليل والنهار وقصرهما وتساويهما ومواسم الزرع والحصاد للفلاحين ومواسم المد والجزر واتجاهات الرياح للبحارين ، وقد أدركت كبار السن لاسيما في الحجاز يحفظون الأبراج للدلالة على تغيرات الأجواء ، ولهم أمثال في ذلك منها :
إذا جاء الميزان يبرد الماء في الكيزان .
وإذا جاء الأسد يلصق الثوب في الجسد .
وإذا جاء الحوت البرد يموت .
وإذا جات العقرب تحت السما لا تقرب.
وقد نظم بعض القدماء هذه الأشهر بقوله :
حمل الثور جوزة السرطان
ورعى الليث سنبل الميزان .
ورمت عقرب بقوس لجديٍ
فملا الدلو بركة الحيتانِ .
فالقول بأن الأشهر الرومانية خير منها غير صحيح .
والقول بارتباطها بالتنجيم غير صحيح وإنما نشأ هذا الارتباط من المجلات المصرية القديمة والتي كانت تأتينا في السعودية من أكثر من أربعين سنة وكانت تستهوي الشباب والشابات كآخر ساعة والكواكب والمصور ، حيث يضعون هناك صفحة في كل عدد للأبراج ، وهذه هي التي صدرت فتاوى العلماء بتحريم مطالعتها ، وأن من طالعها وعو يقصد معرفة حظه فهو كمن أتى عرافاً أو كاهنا فصدقه بما يقول ، وإلا فإن أصل استخدامها هو لحاجات المزارع والبحار والجَمَّال .
والجميع يعلم أن أهل الفِلاحات والأسفار في البر والبحر ، طوال التاريخ الإسلامي كان لهم توقيت شمسي يعرفون فيه المواسم بشكل دقيق ، فكان الفلاح اليمني يستخدم الأشهر الشمسية العربية ولهم في ذلك أمثال منها قول أحدهم :
قطف العنب في حدعشر
والتسع تبدي كرومه .
يشير لكون شهر العقرب هو بداية ظهور ثمار العنب وشهر الجدي هو زمن قطافها.
والفلاح المصري يستخدم التقويم القبطي ، ولهم في ذلك أمثال منها : إذا جاء برمهات روح الغيط وهات ، كناية عن كون شهر برمهات القبطي شهر نضوج الثمار
.
وكان الفلاح العراقي والشامي يستخدم الأشهر اليونانية ، وهكذا.
ولا أعرف أن أحداً من العلماء المسلمين طيلة هذا التاريخ الطويل ذم استخدامها وذلك لأنها تعين الناس في عمارة الأرض التي سخر الله خلقه لعمارتها .
فإن صح أن عجلة الاقتصاد تحتاج إلى تاريخ منضبط كما أن الزروع والصيد والسفر في البر والبحر يحتاج إلى تاريخ منضبط ، فلِمَ لا ؟
هذا أمر يفتي فيه خبراء الاقتصاد والمال ، وما دام لدينا التوقيت البديل فمن الجميل أن نعمل به ، شريطة أن لا يتجاوز عملنا به حدوده المقدره ، فلا يصبح تقويما سنوياً نؤرخ فيه لحياتنا ، فنجعل عليه تواريخ والولادة والوفاة والأحداث ، فهذا أمر يجب أن يتم حضره لأنه يفصلنا عن الانسجام مع تاريخنا الإسلامي المجيد المضبوط بالسنوات القمرية لا الشمسية .
والسخرية من أسماء الأشهر العربية تعبير عن غفلة هذا الساخر ، فالغرب يعمل بأشهره التي هي من تراثه ، ولم يسخر من معانيها التي لا يقرها عقل ولا دين ، لم يسخر منها لأنها من تراثه بل وقف بها أمام العالم حتى فرضها عليه .
وللفائدة ، فإن أسماء الأشعر العربية ، كانت في الأصل موضوعة للشمسية ثم نقلت إلى القمرية بدليل معاني بعضها ، فجمادى ، سُمي بذلك كما يقال لجمود الماء فيه أو لشدة برده ، وهذا الوصف للمناخ في جمادى لا يكون مُطَّرِداً إلا إذا كان موضوعاً في الأصل لشهر شمسي ، وكذلك رمضان سُمِّي لشدة رمضائه ، وهذا أيضا لا يَطَّرِد إلا إذا كان أصل وضعه لشهر شمسي ، ومثله القول في ربيع .
لكن الله جلت قدرته علق الشريعة بالأشهر القمرية لا الشمسية فقال صلى الله عليه وسلم (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته) وذلك لحكمة منه سبحانه ، لكنه لم يُحَرم على خلقه استخدام الأشهر الشمسية لأنه عز وجل جعل كثيراً من الظواهر الأرضية التي تخدم حياة الناس مرتبطة بحركة الشمس ، فإذا رتبوا بعض أمور دنياهم عليها فلا بأس عليهم .
وماشاع في بعض المواقع من مخالفة هذا للنظام الأساسي للحكم ، لا يظهر لي صحته ، لأمرين : الأول : أن السنة الشمسية العربية تؤرِّخ منذ تم وضعها
لهجرة النبي صلى الله عليه وسلم ، كما هو واضح في تقويم أم القرى ، فنحن الآن في عام ١٣٩٥ هـ ش ، ومع ذلك فالذي حدث هو ربط بعض التراتيب المتعلقة بالمال بالشهر الشمسي ولم يتحدث أحد وأرجو أن لا يتحدث أحد عن ربط تأريخنا بالسنة الشمسية ، وهناك فرق بين الأمرين .
الآخر : أن اليوم الذي تم فيه تسمية الدولة من عهد الملك عبدالعزيز ، تم تأريخه بأرل الميزان في عهد المؤسس رحمه الله .
وأعيد القول إني أتمنى عودة الأشهر القمرية لتوقيت روانبنا عليها ، أما إذا كان ولابد فالثور والعقرب خير لنا من إله الشمس وإله الحب ، وأهيب بالمسؤولين مراجعة قرارهم والعودة برواتبنا لتقديرها الأول في أقرب وقت .
وأعتقد أن ما يحاذر بعض الإخوة منه كالأستاذ جميل من نسيان الأشهر القمرية ، أمر مستحيل لعوامل عديدة ، والله أحكم وأعلم .
د محمد بن إبراهيم السعيدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما التاريخ الهجري الشمسي والذي نحن الآن منه في عام ١٣٩٥ هـ ش ، ويستخدم في إيران .. فهذا قد يكون لزوم ما لا يلزم ،
وفي رأيي أن لا نكون نشازا بين الأمم بإعتماد البروج فالبروج لا يبدأ اليوم فيها مع بداية الشهر القمري ولا الشمسي ” او ما يطلق عليه تجاوزا ..الميلادي ” وهي تسمية ليست في محلها ،،
فنجد مثلا :
برج الدلو :
يبدأ من: 20 كانون الثّاني “يناير” إلى 18 شباط “فبراير”
وكذا برج الحوت
يبدأ من 19 شباط “فبراير” إلى 20آذار “مارس ”
وبالتالي يكون الخيار امامنا محصورا بين الأشهر القمرية التي أعتدنا عليها وتمثل هويتنا الإسلامية ..
أو التاريخ الذي ينسب لميلاد عيسى عليه السلام وهو تاريخ فيه ما فيه و لكنه هو المعتمد في غالبية إن لم يكن كل دول العالم حيث فرضه المستبد ..
واذا ما اصر متخذ القرار على الإبتعاد عن التاريخ الهجري ..
فليكن هذا الميلادي ولنستبدل المسميات بمسمياتها العربية وهِيَ بالترتيب :
كانُونُ الثَّانِي , شُبَاطُ , آذَارُ , نَيْسَانُ , أَيَّارُ , حَزِيرانُ , تَمُّوزُ , آبُ , أَيْلُولُ , تَشْرِيْنُ الأَوَّلُ , تَشْرِيْنُ الثَّاني , كانُونُ الأَوَّلُّ .
ولله الأمر من قبل ومن بعد !